responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 404
مهمل في عمله، قد يساوي في القيمة ساعات أو أيامًا أو شهورًا من أوقات بعض الناس.
ورب ساعة واحدة لإنسان باحث مجد تساوي أعمار آلاف مؤلفة من الناس، إن مبدعًا واحد مبتكرًا يملأ وقته بالجد والاجتهاد والبحث والتنقيب قد يساوي عمر شعب بأكمله يأكل ويشرب ويستمتع كما تستمتع الأنعام.
ومن الموظفين من لا يهتمون بأوقات المراجعين أصحاب المصالح عندهم، ويهدرون أوقاتهم الثمينة بغير حق؛ لأنهم لا يملكون شعورًا بالواجب الرباني، الذي فرضه الله عليهم تجاه الآخرين، ولا يملكون وجدانًا مسلكيًّا نحو وظائفهم، ولا يخطر في بالهم أنهم أجراء للأمة بوجه عام، ولأصحاب المصالح لديهم بوجه خاص، فهم يأكلون أجورهم بقبض الرواتب، ولا يؤدون العمل الذي يجب عليهم أن يؤدوه.
إن كل فرد من أفراد الأمة يدفع ضريبة للدولة، هو مساهم في دفع أجور عمالها وموظفيها، فالموظف أجير عنده، وله عليه حق إنجاز معاملته له بالحق والعدل، متى تعلقت مصلحته الخاصة به[1].
ويترك بعض الموظفين مكتبة، وينصرف لقضاء مصالح لنفسه أو لمن يحب، هاضمًا حق الوظيفة في وقته وطاقاته، وغالًّا فيهما معًا.
وهنا نلاحظ كم تحمل مشاجب غرف الموظفين أردية وأغطية رءوس، ومعاطف، وعباءات لموظفين لا يجلسون وراء مكاتبهم، والمراجعون ينتظرون، وأوقاتهم تهدر وتبدد بالانتظار غير المحمود، بينما يكون الموظفون خارجين لأعمالهم الخاصة، أو لأعمال ذويهم ومن يحبون، بعد أن أثبتوا توقيعاتهم على سجل الحضور، أو أثبتها لهم بعض زملائهم، أو يجلسون في مكاتب أخرى للثرثرة وإضاعة الوقت.

[1] ونطبق هذا القول سواء كانت الدولة تأخذ الضرائب من مواطنيها، أم كانت تستأجر الموظفين لخدمة أفراد الأمة.
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست