responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 393
الحرة المصحوبة بشروط التكليف، الذي يعرضه للعبور في رحلة الابتلاء في الحياة الأولى الدنيا.
لكن السماوات والأرض والجبال لم تطمح لحمل هذه الأمانة، بل خفن من حملها، بعد أن أعطاهن الله القدرة على إدراكها، وأبين أن يحملنها ما دام الأمر عرضًا لا جبر فيه؛ إذ لم تُعط في أصل التكوين الصفات التي تجعلها تطمح هذا الطموح، وتغامر في عبور رحلة الابتلاء.
والأمانة تطلق على ما يوضع تحت سلطة الإنسان لحفظه وحمايته، والقيام بما يجب عليه نحوه، وتطلق على الوصف النفسي والسلوكي الذي يتم به حفظ وحماية ما استؤمن عليه، وقيامه فعلًا بما يجب عليه نحوه.
والولاية بدءًا من الإمارة العظمى فما دونها حتى أدنى وظائف الدولة هي أمانة توضع في يد من استؤمن عليها، فإذا حفظها وحماها وأدى ما يجب عليه فيها كان أمينًا حقًّا، وإذا أهملها فلم يرعها ولم يحفظها ولم يحملها ولم يؤد ما يجب عليه فيها كان خائنًا.
وكل شيء مادي أو معنوي يستأمن الإنسان عليه إذ يوضع في يده أمانة ويقبل متبرعًا لينال شرف الولاية عليه أو ثواب الله، أو يقبله مستأجرًا بمال أو نحوه، فعليه أن يقدم له من الرعاية والحفظ والخدمات ما يلائم حالة.
فراعي الأنعام المستأمن عليها مسئول عن طعامها وشرابها وحفظها وحمايتها، ومداواتها ودفع المؤذيات عنها، دون تهاون ولا تقصير.
وراعي المال المستأمن عليه، مسئول عن حمايته وحفظه، وعن القيام بما يجب عليه نحوه، ومسئول عن أداء الحقوق منه لأربابها دون هضم ولا نقص ولا توان، وإذا كان من وظائف أمانته أن يثمره فعليه أن يثمره كما يثمر أموال نفسه.
وراعي نفسه وجسده وما حوله من أشياء، المستأمن عليها مسئول عن حمايتها وحفظها، وعن القيام بما يجب عليه فيها تجاه ربه وتجاه الناس، وتجاه كل ما خلق الله من شيء، ومسئول عن اجتناب ما لم يأذن الله له به.

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست