responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 372
ثم انتقل بهم من هذه النقطة المسلم بها إلى النقطة الأخرى التي هي محل خلافهم، وهي نقطة توحيد الإلهية، وعند هذه النقطة لا تجد الموحد كبير عناء في إقامة الحجة على وجوب توحيد الإلهية عقلًا، بعد التسليم بتوحيد الربوبية لأن من تفرد بأنه هو الرب أي: الخالق المنعم القادر على كل شيء، والذي بيده النفع والضر، والحياة والموت، وكل من عداه مخلوقون له، فلا بد أن يكون هو وحده المستحق للعبادة، وهو وحده الذي إذا دعي أجاب.
ومتى لزمتهم الحجة البينة حق لك أن تُوجه لهم النقد اللاذع إذا أصروا على شركهم، فقل لهم: {أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} .
هذا استفهام إنكاري يتضمن الإنكار الشديد عليهم في اتخاذهم من دون الله أربابًا ونصراء يعبدونهم كعبادة الله: مع أنهم لا يملكون لنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، فضلًا عن أن يملكوا شيئًا من ذلك لكم، وإذا قد وضحت الحجة ودمغهم البرهان الذي لا يستطيعون الرد عليه، وما زالوا يصرون على الباطل، فاكشف لهم أن طريقة الموحدين هي طريقة العقل السديد، والمنطق الرشيد، والبصر النافذ إلى حقائق الأمور، وهجر الظلمات والسير في النور، أما طريقة المشركين فهي طريقة الجهل والضلالة، والعمى الفكري عن الحقائق، وترك النور والسير في الظلمات، وهيهات أن تستوي طريقة هؤلاء وطريقة أولئك، ومن ثم فلن يستوي هؤلاء وأولئك، والفرق بينهما كالفرق بين الأعمى والبصري والفرق بين طريقتهما كالفرق بين الظلمات والنور.
وإذا كان الأمر كذلك فاضرب لهم مثلين:
أحدهما: يُوضح الفرق بين الموحد العالم بأصول عقيدته وبراهينها، وبين المشرك الذي يخبط في أخلاطه الاعتقادية على جهل.
وثانيهما: يُوضح الفرق بين الحقائق الجلية التي يؤمن بها الموحدون، وبين الجهالات التي يتمسك بها المشركون.
فقل لهم على سبل الاستهفام:

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست