responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 296
المسلك الأول: مسلك الإدراك الحسي الذي لم يبلغ مبلغ التحقق الكامل، وذلك لنقص بعض شروط الإدراك الحسي التام، ولكنه يغلب على الظن صدقه. كأن تحصل رؤية سريعة لا تسمح بالتحقق الكامل، وكأن تكون الرؤية في ضوء غير كاف للتحقق الكامل، وكأن تكون مع الرؤية زوغان في البصر، إلى غير ذلك من أحوال، لا تستكمل فيها شروط الرؤية التامة.
ويقال نظير ذلك في حواس السمع والشم والذوق واللمس، وكذلك في الحواس الباطنة، فقد لا يكون الإنسان في حالة نفسية مستكملة شروط التحقق من إحساساته الوجدانية، فلا يستطيع أن يجزم جزمًا كاملًا بما أدرك منها، ولكنه قد يصل إلى درجة الظن الراجح، وهذا الظن الراجح كاف للعمل، إلا أنه يحتمل النقص ولو بنسبة ضعيفة، وذلك نظرًا إلى أنه قد كان منذ حصول الإدراك عرضة لاحتمال الخطأ.
المسلك الثاني: مسلك الاستدلال العقلي الذي لا يبلغ مبلغ التحقق الكامل من النتائج التي تحصلت به، ولكن فيه من القوة ما يفيد غلبة الظن بصحة ما تحصل به، وذلك نظرًا إلى الأدلة والأمارات التي أرشدت العقل إلى هذه النتائج.
ومن أمثلة ذلك ما تدل عليه الآثار والكتابات من أحوال الأمم السابقة وما تدل عليه آثار الجريمة التي تشير إلى شخص بعينه، وما تدل عليه ظواهر الأشياء من قوانين تتحكم بها، فإن مثل هذه الأدلة لا توصل العقل إلى درجة اليقين في كل ما تدل عليه، ولكنها قد توصله إلى درجة غلبة الظن.
ومن أمثلة ذلك في العلوم استخلاص القواعد الكلية من الاستقراءات الناقصات، والاختبارات والتجارب المحدودة، واستخلاص الأحكام الفقهية من الاستنباطات الاجتهادية، التي هي عرضة لاحتمال الخطأ، فإن مثل هذه الأدلة لا توصل في الغالب إلى درجة اليقين، ولكنها قد توصل إلى درجة غلبة الظن، ونتائج هذا المسلك مقبول في العمل، ما لم يأت ما هو أقوى منها، نظرًا إلى الاستدلال.

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست