نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 118
ثانيًا: الحضارة الإسلامية مفتوحة الحدود
أما الحضارة الإسلامية فإنها مفتوحة الحدود، ممتدة الأرجاء، شاملة كل ما في الحياة من مجالات تقدم وارتقاء، في أسسها الكفرية والنفسية، والمادية.
أ- فهي حضارة لا تجدها حدود ضيقة من الفكر، فتحجبها من أي كمال من الكمالات.
ب- ولا تحدها حدود ضيقة من النفس فتحصرها ضمن الدوائر الأنانية العنصرية أو القومية أو الطبقية، أو غيرها.
ولكنها منفتحة الحدود النفسية انفتاحًا مقرونًا بالتحريض على الانطلاق إلى الأبعاد الإنسانية كلها، تحمل إليها المحبة والرحمة، وإرادة الخير والسعادة للناس أجمعين، ثم إلى أبعاد أخرى أوسع من المجتمع الإنساني حتى تشمل كل ذي حياة بالرحمة والإحسان، وشواهد ذلك في النصوص الإسلامية كثيرة منها النصوص التالية:
- جاء في الحديث الصحيح:
"دخلت النار امرأة بهرة حبستها؛ لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من مسلم غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له صدقة". رواه البخاري.
- وجاء في الحديث الصحيح أيضًا:
"أن الله تعالى شكر لرجل رأى في الفلاة كلبًا يلهث من شدة العطش، فنزل الرجل إلى بئر فيها فملأ خفه ماء، ثم خرج فسقى الكلب".
وهكذا تمتد أبعاد الحضارة الإسلامية حتى تشمل بالرحمة والإحسان كل ذي حياة.
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 118