فكم كانوا طلائع فساد في الأمة، وكم دعوا إلى إشاعة الفواحش، وكم أعانوا من أعداء، وكم فتحوا أمام الأعداء من أبواب موصدة وكم وكم. . ولذا استغلت الجماعات التنصيرية هذا الطابور الخامس في تحقيق مآربها، وبلوغ غاياتها، يؤكد ذلك المنصر جاير دنر حيث يقول عن مؤازرتهم لهذا الطابور الخامس في بلاد فارس: (إن زعماء بختياري الذين أنجزوا الانقلاب الحالي وأصبحوا حكام الأمر الواقع، كانوا قبل أن يصلوا إلى هذه الشهرة المروعة- الأصدقاء الأوفياء لإرساليات جمعية التبشير الكنسية، أو ليست هذه الحقيقة تجعل من الأهمية الحاسمة أن ندعم ونعزز أولئك العاملين من أجل البشارة [1] في تلك البلاد ذات الأهمية الكبيرة في انشقاق الإسلام السني، وكانت الفرصة أكبر من سنين قليلة مضت عما هي عليه اليوم) [2] .
كما يوصي جاير دنر الجمعيات التنصيرية بدعم ومساندة طلائع الفساد في تركيا بقوله: (إن الاتجاه الخفي للشبان الأتراك [3] أنفسهم نحو التسامح الديني هو في الغالب اتجاه متقدم، والحقيقة الفعلية بأن المسيحية والمسيحيين في أعماق حركتهم إلى حد كبير ينبغي أن يؤدي [1] أي التبشير بالنصرانية. [2] الوثيقة الإسلام الخطر، ص: 26-27. [3] أي جمعية الاتحاد والترقي الذين تولوا الحكم إثر الانقلاب على السلطان عبد الحميد - رحمه الله-.