ونتحول إلى الصين، لو أن هناك قطرا في العالم من المفروض يقينا أن المسلمين فيه غير مستجيبين للتأثيرات من العالم الخارجي فإن ذلك القطر هو الصين، فهم المثل القائم لأكثر الصيغ الإسلامية تمسكا بدينهم. ومع ذلك نسمع عن إرسال مبعوث تركي ليكون أول مبشر مسلم مقيم في الصين، والأكثر لفتا للنظر، عن ثلاثين طالبا صينيا مسلما يتشربون الأفكار الغربية في جامعة يابانية، ويحررون مجلة فصلية لتوزيعها على إخوانهم المتدينين في كل أنحاء الصين بعنوان ذي مغزى "أيها المسلمون استيقظوا". ولنتجه إلى الملايو، إن التأثير المعدل (المحور) هنا هو الباخرة التي تمكن عددا هائلا من اليابانيين والسومطريين ومسلمي الهند الشرقية من أداء الحج في مكة وينتج عن ذلك التحام الإسلام في وحدة كاملة متضامنة صلبة في كل أنحاء ماليزيا) [1] .
ومن اطلع على الموضوعات المقدمة إلى مؤتمر القاهرة التنصيري عام 1906م ومؤتمر كولورادو عام 1978م يرى هذا الأمر جليا لا لبس فيه، إذ من ضمن الموضوعات المناقشة ما يلي: [1] انظر الوثيقة الإسلام الخطر ص: 16-17، يتحدث هذا المنصر في خطابه عن أحوال العالم الإسلامي، ويستعرض الأمور التي يخشى منها أن تسهم في رد المسلمين إلى دينهم، ولذلك تراه يتحدث عن التركستان ثم ينتقل إلى الصين ثم إلى الملايو. .