وفقدت الجيوش المصرية آلافا من أبنائها، ولقيت هزائم كادت تودي بها وأخيرا تم النصر لمحمد على شرششمة، بعد أن ارتكب من الفظائع ما لا يستحله مسلم، واستباح الديار والأموال والنساء، وهدم المدن، فكان هو وابنه إبراهيم وسائر أولاده طغاة من شر الطغاة. وكانت حربا طاحنة لا معنى لها، ولا ينتفع بها إلا مؤرثها من دهاة المسيحية الشمالية.
وكذلك أدرك " الاستشراق "، وأدركت المسيحية الشمالية، مأربا من أكبر مآربها في وأد " اليقظة " التي كانت تهددهم بها دار الإسلام في جزيرة العرب) [1] .
فانظر كيف رصدت هذه الدعوة الإصلاحية من قبل المستشرقين، وكيف تآزر البريطانيون والفرنسيون للقضاء عليها. إنها صورة تتكرر في كل عصر ومصر، تتكرر حيثما ظهرت بوادر دعوة إصلاحية، أو برز عالم رباني تخشى منه النصرانية أن يجدد للمسلمين دينهم. [1] رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ص: 137-138. وانظر أيضا: رؤية إسلامية للاستشراق، تأليف أحمد غراب، نشر المنتدى الإسلامي. ط 2، 1411 هـ ص: 162 وما بعدها. وانظر التقرير الذي صدر عن " معهد الدراسات الاستراتيجية القومية " في الولايات المتحدة الأمريكية عن التحديات التي تواجهها أمريكا من الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكيفية التعامل معها. وقد حصلت مجلة المجتمع على نسخة منه ونشرت ملخصا له في عددها 1335 في 19 / 10 / 1419 هـ ص: 26-27.