الإسلامي- طبقا لما أراده الاستعمار- لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات) [1] .
فغايتهم إفساد في الأرض وصد عن سبيل الله، وإشاعة للفاحشة في الذين آمنوا، وصدق الله: {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} [إبراهيم: [3]] [2] .
[مواجهة الدعوات الإسلامية والحركات الإصلاحية التجديدية] مواجهة الدعوات الإسلامية والحركات الإصلاحية التجديدية أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها في دينها» [3] وأعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم أعداء المسلمين يدركون عظم خطر هذه الدعوات الإصلاحية في تاريخ المسلمين، إذ يجعل الله على يديها تجديد هذا الدين، وقمع المفسدين ومواجهة الكافرين، وحماية بيضة المسلمين، فلذلك ترصد عيونهم- المبثوثة بين ظهراني المسلمين- كل مصلح وداعية، وكل مظهر من مظاهر تجديد هذا الدين، وتحدد السبل التي تمد المصلحين والدعاة، وتناصر الدين، وتقترح أنجح الوسائل التي [1] تنصير المسلمين، تأليف عبد الرزاق ديار بكرلي، نشر دار النفائس، الرياض، ص: 20. [2] سورة إبراهيم، الآية: [3]. [3] رواه أبو داود في سننه، في كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة.
تجتث تلك السبل من جذورها يقول المنصر جاير دنر في مؤتمر التنصير المنعقد في القاهرة عام 1910م: (فإننا نجد أنفسنا وجها لوجه أمام نهضة إسلامية تعليمية ودينية تحتم علينا هذا التقدم التبشيري، إذا كان علينا أن نحافظ على الاعتبار الذي اكتسبناه في الماضي [1] ولهذا السبب فإنه من المؤكد أن الوقت قد حان لتحريك العمل إلى الأمام بتخطيط حكيم وتنفيذ واع وجدية مكثفة بين المسلمين في سوريا وفلسطين، وتوجيه انتباه كل الجمعيات (التنصيرية) التي تعمل حاليا في هذا المجال نحو الإنجاز السريع لذلك التحرك المتقدم) [2] إنه حث وتوجيه لكل الجمعيات التنصيرية لمواجهة الصحوة الإسلامية.
ويقول أيضا: (وهؤلاء الطلاب الذين يتم إعدادهم للقيام بالتنصير بين المسلمين يجب أن يضيفوا إلى برامجهم مهمة مراقبة ودراسة ومواجهة هذا الإسلام الجديد بكل مظاهره، ولا يمكن أن تجرى هذه الدراسة إلا في الدول العربية، وذلك المكان بدون جدال هو القاهرة) [3] .
إن الصحوة الإسلامية اضطرتهم أن يضيفوا إلى برامج المنصرين مهمة مراقبة ودراسة ومواجهة هذا الإسلام. [1] أي صياغة الدستور التركي العلماني. [2] الإسلام الخطر، ص: 22، بتصرف يسير. [3] المصدر السابق، ص: 24.