باب اشادة الإسلام بالعلم والعلماء
...
إشادة الإسلام بالعلم والعلماء
طبيعة الإسلام تفرض على الأمة التي تعتنقه أن تكون أمة متعلمة ترتفع فيها نسبة المتعلمين وتهبط أو تنعدم نسبة الجاهلين.
ذلك لأن حقائق هذا الدين من أصول أو فروع ليست طقوسا تنقل بالوراثة أو تعاويذ تشيع بالإيحاء وتنتشر بالإيهام.
كلا إنها حقائق تستخرج من كتاب حكيم ومن سنة واعية. ولقد كان أول ما نزل من القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} .
ولم يقل اقرأ باسم الله ذلك لأنه أراد سبحانه منذ البدء أن يشير إلى أن هذا الدستور الإلهي النازل من السماء إنه هو تربية، إنه نزل باسم المربي.
وما دامت هذه التربية إلهية المصدر فهي إذن محكمة الإحكام كله، كاملة في جميع جوانبها.
كانت (اقرأ) دعوة آمرة إلى الثقافة إلى العلم- إلى الفكر- إلى البحث المستفيض في السماء وفي الأرض. وفي الجبال وفي البحار، وفي كل ما خلق الله تعالى من كائنات صغرت أم كبرت.