5- وأعطاهم لذلك مهلة عام واحد للقضاء على آثار الجهالة فيما بينهم.
6- ولئن كانت هذه الحادثة قد وردت بشأن الأشعريين - العلماء- وجيرانهم الجهلاء. فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن ذلك المبدأ بصفة عامة لا بخصوص الأشعريين وحدهم، بدليل أن الأشعريين لما جاؤوا يسألونه عن سر تخصيصهم بهذا الإنكار- كما فهم الناس- لم يقل لهم أنتم المرادون بذلك، بل أعاد القول العام الذي حلف ثلاث مرات دون أن يخصصه بالأشعريين، إشعارا بأن القضية قضية مبدأ عام غير مخصوص بفئة ولا عصر.
وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعلن مكافحة الأمية قبل أن تعلنه الدول المتحضرة في عصرنا هذا بأربعة عشر قرنا، وان هذا لعجيب أن يصدر من نبي أمي في بيئة أمية.
لولا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال له مرسله سبحانه: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} . فكانت الإشارة في الآية بعظم الفضل إلى مكانة ما علمه من العلم الذي ما كان قبل يعلمه.