نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 509
الثاني: أنه [1] ذكر في التوراة أن يعقوب بقي بمصر يبكي عليه سبعين يوما [2]. ولو بقي ذلك القدر غير مدفون لأنتن وأراح [3] إذ هو بشر على كل حال وذلك إهانة للميت.
ولهذا جاء في شرعنا: أن من إكرام الميت أن يبادر بدفنه، فدل على أنهم دفنوه حتى انقضت مناحتهم [4]، ثم استخرجوه فنقلوه إلى آبائه. وحينئذ لا يكون نقله منافيا لدفنه حيث مات.
فإن قيل: لعلهم صبروه [5] حتى مكث تلك المدة ولم يحتج إلى دفن.
قلنا: هذا لم ينقل في صورة التوراة ولا غيرها ومجرد احتماله لا يكفي في التصديق به. وما ذكر فيها من تحنيطه لا يدل على تصبيره، إذ كل الموتى يحنطون عند الإمكان [6]. [1] أنه: سقطت من (أ). [2] القصة في سفر التكوين آخر اصحاح منه حسب التراجم الحديثة، وفيها أنه بقي يبكي عليه أربعين يوما. وهذا دليل على تحريفهم التوراة بعد زمن المؤلف أيضا. [3] أراح: من راح: أي وجد ريحه. [انظر مختار الصحاح ص 262]. [4] المناحة: الاجتماع للحزن. [انظر لسان العرب 2/ 627، ومختار الصحاح ص 684]. [5] هو من التصبير: وهو وضع الصّبر: أو الصّبر، على جسد الميت لتجفيف الرطوبات وتنشيفها.
والصّبر: نبات كثير الماء في خضرته غبرة ... ويقال: إن ثمود لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع- نوع من الأدم- وتحنطوا بالصّبر لئلا يجيفوا وينتنوا، وتضمد به العينان. [انظر لسان العرب 4/ 442، 7/ 278، وشرح صحيح مسلم 8/ 124]. [6] التحنيط: وضع الحنوط على جسد الميت: والحنوط: طيب يخلط للميت خاصة، وقيل:
الكافور. استدل بعض العلماء على تحنيط الميت بمفهوم الحديث الذي أخرجه البخاري في الجنائز، باب الحنوط للميت، ومسلم في الحج حديث 94 وغيرهما في قصة المحرم الذي سقط-
نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 509