responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على أوضاعنا السياسية نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الخالق    جلد : 1  صفحه : 63
لأنها أهملت العامل الأول التي ألف الأمة العربية قديماً وهو الإسلام، أو لأنها نقلت جرثومة (الاشتراكية العلمية) وهي دعوة أممية تتناقض مع القوميات ولذلك كان الداعون إليها إلى جانب القومية العربية متناقضون، وأما لأنها وقعت بيد الانتهازيين الشعوبيين الذين لا يدينون أصلاً بالولاء للعروبة وإنما اتخذوها مطية لمآربهم في الانفصال والسيادة.
وبالرغم من هذا أيضاً فقد جوبهت هذه الدعوات للوحدة بتحزب الغرب والشرق ضدها وذلك لأنه من أكبر الخطر على كلا المعسكرين قيام دولة منافسة أو على الأقل قوية تكتفي بنفسها في هذا الجزء المهم من العالم.

وما دمنا بصدد التنبيه والتحذير من حرب خامسة مع اليهود، فإننا نقول إن الأمر الثاني في هذا الاستعداد لهذه الحرب هو تحقيق نوع من الوحدة إزاء هذا الخطر، ولا شك أننا نيأس سريعاً إذا علقنا النصر في الحرب الآتية مع اليهود على الوحدة وذلك لتصورنا أن الوحدة الآن أمر متعذر أو مستحيل وذلك بالنظر إلى تجاربنا المريرة السابقة، ولكن إذا أصبحت هذه الوحدة هدفاً دينياً وقومياً وهاجساً وجدانياً عند كل من يحمل ضميراً في هذه الأمة وارتقى شعورنا من الإحساس الإقليمي العنصري إلى الإحساس الديني الوحدوي، فلن يكون هذا بعيداً أبداً، بل إن هذا لا يحتاج فقط إلا إلى صدق القادة وإيمانهم عندما يطلقون صراخ الوحدة لمجابهة العدو المشترك، فهذه الصيحة الصادقة وحدها كافية لإزالة كل هذه التناقضات والعراقيل التي تمنعنا من أن نجابه عدونا صفاً واحداً.
وإذا كان لنا أن نطالب بمطلب دون هذا فإننا نطالب الذين (يفلسفون) ثمار الصلح والسلام مع اليهود في أن يستخدمون بلاغتهم الجهنمية في بيان ثمار الصلح والسلام

نام کتاب : أضواء على أوضاعنا السياسية نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الخالق    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست