responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 98
والرسالات، وهي ليست بحاجة إلى رسالة لاكتافئها برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكنها بحاجة إلى رجال يتبعون النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحملون دعوته وينشرونها بين الناس، ويعملون بهديه -صلى الله عليه وسلم- ويدعون إلى اتباعه ويقيمون في الأرض دولة الإسلام على ضوء تعاليم خاتم المرسلين, صلى الله عليه وسلم.
الإيمان بالآخرة:
الإيمان باليوم الآخر مفتاح سعادة الإنسان وسر يقينه وهو الرباط الوثيق بين العمل والجزاء، بين الصبر والفرج، بين التحمل والإنعام به يشعر المؤمن أنه لم يخلق عبثًا، وأنه ليس شيئًا مهملًا، كيف؟ والعدالة الإلهية تنتظره والنعيم الأبدي يترقبه، فيطمئن قلبه وترتاح نفسه وتسر بلابله ويصبر ويتحمل ويبذل النفس والنفيس في سبيل دعوته ومن أجل إعلاء شأنها.
والإيمان بالآخرة ضابط لكل أعمال الإنسان ورقيب على كل تصرفاته فهو في كل ما يقول وفي كل ما يدع وفي كل ما يعمل يشعر بجلال ذلك الموقف العظيم الوقور, يوم ينادي عليه من بين الخلائق وأمام الأشهاد وعلى مرأى من أعين الناس عظيمهم وحقيرهم ينادي عليه.. فيلبي ويستجيب وهل يستطيع حينذاك أن يكتم الله حديثًا؟ أو أن يتستر على عيب أو نقص أو زلة أو خطيئة أو معصية مات عنها قبل أن يتوب منها؟ يا لهول ذلك المشهد، ويا لعظمته! إنه يأخذ الأنفاس فإذا بها تلهث خوفًا؟، ويمتلك الأفئدة فإذا بها تطير رعبًا..
إن الإيمان باليوم الآخر حقيقة يفرضها العقل البشري فرضًا، ذلك لأن حياة المرء في الدنيا حياة محدودة الزمن صغيرة المدى إذا ما قيست بالعمر الزمني المديد للكون، وقد لا تتسع هذه الحياة لأن ينال المسيء جزاءه، بل قد يفلت من العقوبة بتكتمه وتستره على نفسه، أو لأنه رجل قوة وجبروت وسلطة وغلبة.. فهل يعقل أن تفوت حياته كلها من غير أن يُؤخذ على يديه؟ أم أنه من المنطق السليم أن تكون هناك حياة أخروية تتسع لما ضاقت عنه الأولى؟ أو ليس من العدل والحكمة وجود تلك الحياة الثانية؟
وكذلك قد يقضي إنسان حياته كلها مجاهدًا طائعًا تقيًّا نقيًّا متحملًا العذاب والإيذاء، والحقد والحرب الشديدة في سبيل دعوته.. ثم ينتهي أجله قبل أن

نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست