responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 255
يقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [1].
ويقول الرسول, صلى الله عليه وسلم: "كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان" [2].
هذه النصوص الكريمة تبين أن الآصرة التي يتجمع المؤمنون حولها هي آصرة العقيدة، وهي وحدها، خليقة بالاعتبار لأنها تتناسب مع كرامة الإنسان ومع كونه خليفة الله في الأرض.
ونظرة سريعة نلقيها على التاريخ الإسلامي كفيلة أن تجعلنا مدركين لمقومات الدولة التي أنشأها رسول الإسلام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تلك الدولة التي أقامها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- على رابطة العقيدة كانت أقوى دولة وأرحم دولة، لقد ألغى "صلى الله عليه وسلم" كل الفروق التي كانت معروفة في الجاهلية والتي كانت تجمع أبناء العشيرة الواحدة وأبناء القبيلة الواحدة.. قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة فوجد فيها الأوس والخزرج، وكان بينهما خصومات ومنازعات، فآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين هاتين القبيلتين بالأخوة الإيمانية، وآخى بين أهل المدينة من جهة وبين المهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم وآثروا ما عند الله ورسوله.
وهكذا أنشئت أول دولة إسلامية عرفها الوجود كله، فتباهى بها التاريخ فخرًا، أنشئت هذه الدولة إذن على رابطة العقيدة دون الاعتبارات الأخرى، ومن هذا المنطلق قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا آل البيت".
من النصوص القرآنية والنبوية ومن وقائع تاريخنا الإسلامي المشرق يتجلى أن الآصرة الخليقة بالاعتبار في منظار الإسلام هي "العقيدة"، هذه الرابطة جديرة لأن يناط بها إنشاء أمة، وتجمع إنسانية، وإقامة دولة، فهي وحدها قادرة

[1] التوبة: 24.
[2] رواه البزار في مسنده.
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست