responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 218
موقفًا غير نزيه وغير علمي، وقد قدم تحليلات لفترات انتقالية من التاريخ في بيئة من البيئات، ولكنه عجز عن تفسير التاريخ كله في كل البيئات.. وفي السنوات الأخيرة تراجع الماركسيون عن موقفهم بإعطاء العامل الاقتصادي الأهمية القصوى، وأقروا بألسنتهم أن الاقتصاد ليس العامل الوحيد في التغيرات الاجتماعية، وهكذا جاء الاعتراف من جانبهم ليؤكد فساد نظريتهم.
وتبع فساد هذا الرأي فساد آخر في تناول "الحتمية التاريخية" التي تنبأ بها "كارل ماركس" والتي تجعل الأحداث الاجتماعية منحصرة في دائرة الصراع العنيف بين طبقات المجتمع، وهذا الصراع لا بد أن يئول إلى الاشتراكية بصورة حتمية، وقد أثبت الواقع خطأ هذا القول وفساده بل أثبت عكسه، فإن انتشار الشيوعية في روسيا والصين كان بصورة ضيقة جدًّا ومحدودة جدًّا وكان بشكل إلزامي، استبيح فيه دم الإنسان، وأهدرت كرامته.
ومن حسن حظ البشرية أن تتنبه للأخطاء الجسيمة التي تكمن في هذه النظرية الإلحادية، ولذلك فقد رفضتها معظم دول العالم وكشفت النقاب عن فسادها.
وتكاد الآراء تجمع على أن ماركس اعتمد في أسس نظريته على متغيرات اقتصادية تكشف خطؤها فيما بعد، وأن النظرية لم تكن وليدة بحث علمي وإنما جاء البحث تبريرًا ودفاعًا عن النظرية.

2- الشيوعية وإلغاء الملكية الفردية والقضاء على الأسرة
توجه الماركسية ضربة شديدة إلى المجتمع الإنساني، حيث ترى أن الأسرة هي دعامة المجتمع "البرجوازي" فيجب القضاء على هذه الدعامة حتى يصبح المجتمع "شيوعيًّا" تقوم العلاقات بين أفراده على أساس الجنسية الحرة والإباحية المطلقة، ومن ثم فلا أنساب ولا حرمات، ولا أعراض ولا فضائل هذا شأن الماركسية الوقحة.. ومن ثم فالفرد ذرة مذابة في جسم المجتمع الشيوعي ومن شأن هذا إلغاء الملكية الفردية، وإلغاء حق التوريث وحق ثمار الكسب.
إن هذا المبدأ الذي تنادي به الماركسية من أخطر المبادئ التي تصادم الفطرة البشرية والطبيعة الإنسانية، فالإنسان يسعى بفطرته لإقامة أسرة وهو منتمٍ

نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست