responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 119
وبالإضافة إلى هذا فإن نزول القرآن بشكل متدرج كان يهدف إلى التدرج في الأحكام لئلا تنزل دفعة واحدة فيكون فيها الحرج والمشقة على الناس, ولذلك فإن الأحكام التي تنزل كانت تتناسب مع الأحداث الجارية فتعرض لنا، مبينة حكمها موضحة ما غمض منها، مرشدة للطريق السوي. وقد ابتدأ نزول القرآن -على أصح الروايات- ليلة السابع عشر من رمضان للسنة الحادية والأربعين من ميلاد الرسول الكريم في غار حراء حيث كان يتعبد به..
أول آية نزلت قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ, خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ, اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ, الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ, عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} .
وآخر ما نزل منه قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [1].

[1] سورة البقرة: 281.
الآيات المكية والمدنية:
لقد نزل القرآن الكريم في مرحلتين تاريخيتين: الأولى: المرحلة المكية وهي ما قبل هجرة المسلمين والرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة. والثانية: المرحلة المدنية. وهي مرحلة ما بعد الهجرة المباركة. فما نزل من القرآن الكريم في المرحلة الأولى يسمى بالآيات المكية. وما نزل بعد الهجرة يسمى بالآيات المدنية.
ولم ترتب آيات القرآن الكريم حسب النزول الزمني، وإنما على ترتيب خاص يرجع إلى الوحي الذي أشار على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذا الترتيب لحكمة بالغة لا تدركها العقول البشرية، ولهذا نرى تداخلًا بين الآيات المكية والمدنية.
وليس لأي إنسان مهما بلغ في مراتب التقى والورع أن يبدل هذا الترتيب، لأننا تلقيناه متواترًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توقيفًا على أمر الوحي، وسنبلغه إلى الذين من بعدنا بهذا الترتيب لأننا أمة متبعة غير مبتدعة.
وقد قامت محاولات تبشيرية استشراقية لتغيير ترتيب القرآن الكريم ظنًّا منهم أنهم يستطيعون أن يرتبوه حسب النزول التاريخي، ولكن هذه المحاولات
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست