responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة    جلد : 1  صفحه : 79
وهذا يعلل لنا عطف حكومات الاحتلال الغربية على كل مشاريع الحكومات الوطنية, في الشرق الإسلاميّ والعربيّ منه, خاصةً التي من شأنها تقوية الشعوبية فيها، وتعميق الخطوط التي تفرق بين هذه الأوطان الجديدة، مثل الاهتمام بتدريس التاريخ القديم, السابق على الإسلام لتلاميذ المدارس, وأخذهم بتقديسه، والاستعانة على ذلك بالأناشيد، ومثل خلق أعياد محليّة غير الأعياد الدينية التي تلتقي فيها قلوب المسلمين ومشاعرهم على الاحتفال بها، ومثل العناية بتمييز كل بلد من هذه البلاد بزيٍّ خاصٍّ -ولا سيما غطاء الرأس- مما يترتب عليه تمييز كل منها بطابع خاصٍّ، بعد أن كانت تشترك في كثير من مظاهره[1].
بين العروبة والإسلام وفضل العرب:
إذا كنا ننكر المبادئ العنصرية والقومية، فإنا نرحب باتحاد العرب وتعاونهم, وتمتين أواصر القربى بينهم على أساس الإسلام, فالعرب هم مادة الإسلام، بلسانهم نزل القرآن الكريم، منهم اصطفى الله -عز وجَلَّ- الرسول الذي بعثه إلى الناس كافة بالهدى ودين الحقِّ؛ ليظهره على الدين كله, ولهذا فلا يمكن فصل العروبة عن الإسلام، أو فصل الإسلام عن العروبة، وليس عجبًا أن يكون تفكير العربيّ الصادق في عروبته تفكيرًا إسلاميًّا.
ومن هنا كان بغض جنس العرب ومعاداتهم كفرًا أو سببًا للكفر، وهذا معناه أن العرب أفضل الأمم, وأن مجتمعهم سبب قوة الإيمان, كما يقول أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله، مستدلًا بحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما من الكفر، وحب العرب من الإيمان, وبغضهم من الكفر" [2].
كما جاء في حديث آخر ".. فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب, فببغضي أبغضهم".
وقوله -صلى الله عليه وسلم- لسلمان الفارسيّ -رضي الله عنه: "يا سلمان, لا تبغضني فتفارق دينك, فقال سلمان يا رسول الله،

[1] الاتجاهات الوطنية للدكتور محمد حسين.
[2] اقتضاء الصراط المستقيم ص156 "القرب في محبة العرب" للحافظ العراقي.
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست