responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 553
ولليهود باع واسع في الاسترقاق، إذ تحدثنا كتبهم الدينية عن مئات الجواري اللواتي كن رهن إشارة ملوكهم، في مختلف عصورهم. وأخبرنا القرآن أنهم أمعنوا في هذا المجال، وتجاوزوا حدود شريعة الله لهم، حتى بلغ بهم الأمر أنهم كانوا يقاتلون إخوانهم في الدين، ويأخذون منهم الأسرى ويطلبون منهم الفداء، قال الله تعالى مندداً بهم في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول) :

{ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}

وتقول تعاليم المسيحية المدونة على لسان بولس في رسالته إلى أهل أفسس: "أيها العبيد أطيعوا سادتكم.... كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب خادمين بنية صالحة".
ومثل ذلك نجد في وصايا بطرس، وقد أوجب آباء الكنيسة على العبيد الطاعة، لأن الرق في نظرهم كفارة لبعض ذنوب البشر يؤديها العبيد.

د- الرق في الإسلام:

ولما جاء الإسلام ألغى معظم العناصر التي يقوم عليها مفهوم الرق، وألغى كل أسبابه إلا ما تقضي به ضرورة أسرى الحرب، وعمل على عتق الأرقاء بوسائل شتى في نظامه المثالي الرفيع.

لقد ظهر الإسلام وجميع الشعوب المتحضرة وغير المتحضرة تقر نظام الرق بمختلف عناصره، وتقر مختلف الوسائل التي تفضي إلى الاسترقاق، فنظر إلى مفهوم الرق السائد بين الأمم فألغاه، ولم يبق منه إلا ما تدعو إليه ضرورة أسرى الحرب، حذر تآمرهم وخيانتهم من الداخل. ونظر إلى وسائل الاسترقاق المختلفة فألغاها كلها بحزم، إلا ما تدعو إليه ضرورة أسرى الحرب، التي تقوم بين المسلمين وغيرهم لأسباب لا يملكون دفعها.

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 553
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست