responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 401
ملازم لانهيار أخلاقها وفساد سلوكها , ومتناسب معها. فبين القوى المعنوية وفضائل الأخلاق ومحاسن السلوك تناسب طردي دائماً , صاعدين وهابطين.

إن الأخلاق في أفراد الأمم والشعوب تمثل المعاقد الثابتة التي تعقد بها الروابط الاجتماعية , ومتى انعدمت هذه المعاقد أو انكسرت في الأفراد لم تجد الروابط الاجتماعية مكاناً تنعقد به , ومتى فقدت الروابط الاجتماعية صارت الملايين في الأمة المنحلة عن بعضها مزودة بقوة الأفراد فقط , لا بقوة الجماعة , بل ربما كانت قواها المبعثرة مضافة إلى قوة عدوها ضدها , وذلك بالتصادم الداخلي , وبالبأس الذي يقع فيما بينها.
وقد أدرك الأعداء الغزاة للإسلام والمسلمين هذه الحقيقة , فعملوا على إفساد أخلاق المسلمين وإفساد سلوكهم الاجتماعي والفردي بكل ما أوتوا من مكر وحيلة ودهاء , ووسائل مادية , وشياطين وسوسة وتضليل , ليبعثروا قواهم المتماسكة بالأخلاق الإسلامية العظيمة , والسلوك الإسلامي القويم , وليفتتوا وحدتهم التي كانت مثل الجبل الراسخ الصلب قوة , ومثل الجنة الوارفة المثمرة خضرة وبهاء , وثمراً وماءً.

لقد عرف الأعداء الغزاة أن الأخلاق الإسلامية في أفراد المسلمين تمثل معاقد الترابط الاجتماعي فيهم , فجندوا لغزو هذه المعاقد وكسرها جيوش الإفساد والفتنة وعرفوا أن النبع الأساسي الذي يزود الإنسان المسلم بالأخلاق الإسلامية العظيمة إنما هو الإيمان بالله واليوم الآخر. وما فيه من حساب وجزاء , فصمموا على أن يكسروا مجاري هذا النبع العظيم , ويسدوا عيونه , ويقطعوا شرايينه. وعرفوا أيضاً أن تفهم مصادر الشريعة تفهماً سليماً هو الذي يمُد نبع الإيمان بالمعرفة , فمكروا بالعلوم الإسلامية , والدراسات المتعلقة بها مكراً كُبَّاراً , ما بين حجب أو تلاعب أو تشويه أو تجميد أو مضايقة لروادها ومبلغيها , وذلك في حرب مستمرة , لا تعرف كللاً , ولا تعرف مللاً.

ومن العجيب أن تعمل أجنحة المكر الثلاثة: (المستعمرون والمبشرون والمستشرقون) لغزو الشعوب الإسلامية بخطط الإفساد الخلقي والسلوكي , لتفتيت كتلة المسلمين الصلبة في العالم , في حين أن شعوب هذه الأجنحة مغزوة

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست