responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 340
مبتكر النظم، ومجرب الحياة، وانطلق باذلاً كل طاقاته، مستمداً من الله التأييد والعون والنصر، وكان له مجد هذا الاصطفاء الرباني، إنه اصطفاء بالرسالة، إذ اختار الله من هذا الشعب خاتم رسله، واصطفاء بالكتاب، إذ أنزل بلغة هذا الشعب خاتمة كتبه للناس، واصطفاء بالقيادة، إذ جعل من هذا الشعب المسلمين الأولين الذين احتلوا الصف الأول الذي قاد حركة الفتوحات في دنيا الناس، وأخذ أول جائزة من جوائز شرف الشهادة على الناس بتبليغ شريعة الله للناس بعد الرسل، فكانوا أول من تحقق فيهم قول الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول) :

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً....}

فيأتون يوم القيامة شهداء على الناس بتبليغ دين الله، ويأتي الرسول شهيداً عليهم، ويأتي رسول كل أمة سلفت فيشهد عليها.

هذه هي حقيقة الأمة العربية، ولكن حاول دعاة القومية من أعداء الإسلام أن يحوروا هذه الحقيقة، فيجعلوا كل المجد الذي نالته الأمة هو ما ظفرت به من دولة كبرى وتقدم حضاري مادي، وأن يجعلوا ذلك ثمرة من ثمار القومية العربية، بمعنى أن العناصر العرقية الراقية، التي كانت أيام الجاهلية هي التي تفاعلت فأنتجت قائداً عبقرياً هو محمد، الذي استطاع في دوره التاريخي أن يقود هذه الأمة إلى مجد تاريخي وباستطاعة هذه العناصر العرقية المستمرة أن توجد في كل عصر عبقرياً جديداً مثل محمد.
إن هذا الكلام ينطوي على حيلة ماكرة تجذب إليها غرور الشباب، الذي يحلم بأن ينبغ في هذه الأمة قائد مجد جديد، وهذه الحيلة تضيف إلى حلم الشباب المقبول عنصراً جديداً مفسداً، إذ تدس فيه أن يحمل هذا القائد الجديد أسساً عصرية غير الأسس الدينية التي حملها محمد من قبل، وتتسع دائرة هذه الحيلة حتى تجعل رسالة محمد عملاً إنسانياً بحتاً، ويكفر المنخدعون بها برسالة محمد الربانية، ويقبلون أفكاراً زائفة مباينة للحقيقة المماثلة في وجه التاريخ، وفي وجه كل دراسة منصفة تنشد الحقيقة.

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست