responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 338
قبل الإسلام، وأن يجعلوا له لوناً من ألوان المجد، وقد يستشهدون ببعض الأبطال من المسلمين، ولكن في أحوال نادرة وللتمويه بذكرهم، ومع ذلك فهم لا يستشهدون بهم على أساس كونهم حملة رسالة ربانية، وإنما يستشهدون بهم على أساس أنهم ينتسبون من الناحية العرقية للقومية الخاصة. ويحاولون أيضاً أن يميتوا كل مجد كان بسبب الإسلام، ويوسعون الدائرة في ضرب أمثلة من قوميين غير مسلمين، ويحاولون أن يلبسوهم تيجان مجد علمي أو أدبي أو بطولي لا يستحقونه في مقاييس المقارنات المادية.

وعند كلامهم على الاشتراك في المشاعر بين أتباعهم يذكرون لهم آلام التفرقة على أساس الدين، وآلاماً تاريخية أصابت القومية بسبب تسلط قومية أخرى عليها باسم الإسلام، وقد يدمجون فيها آلام تسلط المستعمرين على البلاد، ويدخلون في ضمن المستعمرين كل من حكم القوم من غيرهم مسلماً كان أو غير مسلم.

وكل هذه المفاهيم التي يبثونها بمكر بالغ تزاحم في نفوس ملتزميها الجاهلين أو الغافلين العقيدة الإسلامية، وتحل محلها، فيمسي ملتزمها فارغاً من الإسلام ممتلئاً بها، وحينما يكتشف بالتطبيقات المتتابعة أنها تعارض الإسلام من أساسه، ويجد نفسه فارغاً من كيان فكري أصيل، ومنغمساً في شهوات آسرة لا يرضاها الإسلام، يضطر أن يسلك مسلك الإلحاد بالله، واللجوء إلى مذاهب إنسانية أخرى منسجمة مع مسلك الإلحاد، لتملأ فراغه النفسي والفكري، أو يرده وجدانه إلى الحق، فيرفضها ويعود إلى حظيرة الإسلام.

أما مفهوم القومية الذي لا يتعارض مع الإسلام، ويغالط أعداء الإسلام به، فهو المفهوم الذي يدل عليه قول الله تعالى في سورة (الحجرات/49 مصحف/106) :

{
ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .

فالاختلاف بين الناس على أساس الذكورة والأنوثة شيء اقتضته سنة الله في التناسل وتوزيع الخصائص في الحياة، والاختلاف بين الناس على أساس

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست