responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 267
وكذلك كانت تربية القرآن الكريم لرسول الله وللمسلمين، ونصوص القرآن زاخرة بالأمر بالعمل والحث عليه، ووجوب اتخاذ الوسائل التي ربط الله بها النتائج في قوانين الحياة التي سنها، فلا مبدل لها، وخرق هذه السنن لا يكون إلا في حالات نادرة، آية لرسول، أو إكراماً لفئة قليلة مؤمنة صادقة مع الله، بذلت قصارى جهدها، ولم تتهاون في واجب فرضه الله عليها.

(3) سوء فهم معنى الرضى بالقضاء والقدر

التحريف في مفهوم التوكل على الله

واقترن بالتحريف الذي أدخل على مفهوم التوكل على الله سوء فهم لمعنى الرضى بالقضاء والقدر، إن فهم التوكل فهماً فاسداً، نشأ عنه ترك الأخذ بالأسباب، والقيام بما فرض الله من إعداد المستطاع من القوة، والجهاد في سبيل الله، وهذا قد لزم عنه تسلط الأعداء على المسلمين، ووقوع المسلمين في نكبات الاضطهاد، ولتبرير التحريف الدخيل، مع المحافظة على الانتساب إلى الإسلام، كان لا بد من قبول فهم فاسد آخر يتصل بالقضاء والقدر، إذ يحاول هذا الفهم أن يقنع العصاة بتوكلهم الفاسد، أن الله قد تخلى عن نصرهم وإذْلال عدوهم مع استحقاقهم لذلك لأنه أراد أن ينزل بهم مصيبة على يد عدوهم، لا بسبب أنهم قصروا بما أوجب عليهم، ولكن ليرضوا بمقاديره ويصبروا عليها، وجعلوا ذلك مثل مصائب الفقر والمرض والموت التي يبتلي الله بها عباده؛ ليعلم الصابرين منهم والمتضجرين.

إنهم يجعلون النتائج السببية التي تأتيهم بأسباب منهم، كالمصائب الربانية التي يبتلي الله بها عباده، فيسيئون فهم القضاء والقدر، ويضعون الأمور في غير مواضعها، ويسلكون في هذا مسلكاً شبيهاً بمسلك المنافقين الذين كانوا إذا أوذوا مع المسلمين في قتال، جعلوا فتنة الناس كعذاب الله، وأخذوا يطرحون الشكوك بالإسلام، ويعتبرون أن ما أصاب المسلمين من أذى هو شبيه بعذاب الله لهم، وفيهم يقول الله في سورة (العنكبوت/29 مصحف/85 نزول) :

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يِقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست