نام کتاب : دروس للشيخ سلمان العودة نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 25
السعادة والسكينة النفسية
أربع وعشرون: السعادة والسكينة النفسية.
إن السكينة النفسية ينبوع السعادة، وهي روح من الله، ونور يسكن إليه الخائف، ويطمئن عنده القلق، ويتسلى به الحزين، وغير المؤمن تتوزعه في الدنيا هموم كثيرة، وغايات شتى، وهو حائر بين إرضاء غرائزه وبين إرضاء مجتمعه الذي يحرص عليه ويسعى فيه، ولذلك قال الله عز وجل: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} [طه:124] .
إن من أهم عوامل القلق: التحسر على الماضي، والسخط على الحاضر، والخوف من المستقبل، ولهذا ينصح الأطباء بأن ينسى الإنسان آلام أمسه، وأن يعيش واقع يومه، فإن الماضي لا يعود.
وقد صوَّر هذا أحد المحاضرين بالجامعة الأمريكية تصويراً بديعاً حين سأل طلابه وقال لهم: كم منكم مارس نشر الخشب؟ فرفع كثير من الطلبة أصابعهم وقالوا: كلنا مارسنا نشر الخشب.
فقال لهم سؤال آخر: كم منكم مارس نشر نشارة الخشب؟ فلم يرفع أحد منهم يده.
قال: نعم لأن نشارة الخشب منشورة فهي لا تنشر مرة أخرى، وهكذا الشيء الذي مضى من أراد أن يستعيده فإنه يمارس نشر نشارة الخشب.
هناك الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي والتي قد يكون الله تعالى سامحك عنها، ولكن نفسك وضميرك العصبي وجهازك لا يزال يعدها ويحصيها عليك، فهذه الأخطاء هي سوس السعادة الذي يجعل الروح تتألم كما يتألم الضرس.
ولهذا يجب أن يلجأ المرء دائماً وأبداً إلى الاستغفار، والثقة بعفو الله عز وجل، وأن يعوض بالأعمال الصالحة التي تهدئ من ثورة الضمير ومن توتر الجهاز العصبي.
كثير من الشباب والفتيات -مثلاً- يعانون من العادة السرية، فيلجئون إليها تحت ضغط الشهوة والحاجة، ثم بعد ذلك تنتابهم حالات من الهم والندم والحزن، ربما تأثر فيهم وتبعدهم عن الطريق المستقيم.
نام کتاب : دروس للشيخ سلمان العودة نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 25