responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة نویسنده : الطنطاوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 235
والواقع أن هذه السلسلة في التأليف الواحد ينوء بحملها الطالب عندما ينتقل نظره مرات مترادفة من متن إلى شرح إلى حاشية إلى تقرير، وإذا ضم إلى هذا ما قلما تسلم منه هذه الخطوات في عرض التفسير والإيضاح من انتقادات شائكة إما على ضعف العبارة أو خطأ الفكرة أو مجانفة الاصطلاح الفني أو غلط الرواية المعزوة، إلى غير ذلك، تضاعف الصوارف التي تصرف الذهن عن لب المقصود إلى القشور اللفظية والفلسفة التأليفية.
وليس بخاف أن هذا اللون من التأليف وعر المسلك على المؤلف ويقتضيه مجهودا جبارا يبذله في الوئام بين العلم وبين الكتاب الذي يعلق عليه، فالفرق جلي بين من ينظر إلى العلم للعلم يدون فيه الفكرة الناضجة متوخيا في تصويرها أسلوبه المفطور عليه غير ملتزم محاذاة مؤلف آخر ربما كان متعسفا في منهجه أو متنكبا جادة الصواب أو مشتت المادة، وما إلى ذلك، وبين من ينظر إلى العلم لبيان دواخل الكتاب الذي يعلق عليه باذلا همه في توجيه المراد من العبارة، أو تكميل نقص فيها، أو تمشيها مع عبارة لكتاب آخر، وأمثال هذا مما لم يحل العلم منه بطائل.
فهذه المؤلفات النحوية المتراكمة التي يخطئها العدو التي لم يقيض لفن آخر غير النحو مثلها، لو أنها كلها أو معظمها تفردت في طرقها وتوحدت في هدفها وقل منها القيل والقال وأصاب فلان وأخطأ علان واعتمدت في الخلافات النحوية على الأساليب العربية لا غير، لو كان هذا لأضفت هذه المؤلفات على النحو حلل البهجة والرواء.
نعم، لا نستطيع أن ننكر أن هذا الأسلوب من التأليف يربي فضيلة البحث والتمحيص في الطالب ويكون فيه حلية الاعتماد على النفس ويعوده دقة الملاحظة. إلا أنه يفوت عليه العناية بتعرف أطراف المسألة وتكوين صورة لها متضامة الأجزاء وفي ذلك نوع من التضييع للفائدة المنشودة، فإن لم يكن الطالب لقنا حاضر البديهة قوي النظر فربما أذهب عليه اللاحق من التعليقات السابق، وانتهى من حيث ابتدأ، وثمة تدهش كثيرا من الطالب

نام کتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة نویسنده : الطنطاوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست