responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب نویسنده : الشكعة، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 476
إذ هم جميعًا شموس ... وحالهم في ظلام1
غير أن ابن خلكان كان يتمتع من بين هؤلاء جميعًا بمكانة خاصة من الاحترام في قلوب الناس، فقد عزل من قضاء دمشق، ثم أعيد بعد سبع سنوات، فكانت عودته مصدر راحة لنفوس الدمشقيين وصارت هذه المناسبة من الأهمية بحيث قال الأدباء فيها شعرًا طريفًا، فإن سعد الدين الفارقي يقول في ذلك:
أذقت الشام سبع سنين جدبًا ... غداة هجرته هجرًا جميلًا
فلما زرته من أرض مصر ... مددت عليه من كفيك نيلًا
هذا ولابن خلكان نفسه شعر جيد طريف المعاني متعدد الأوزان أورد له كل من صاحب "الوافي بالوفيات" و "فوات الوفيات" شيئًا كثيرًا يصلح للدراسة. وتمنينا لو سمح المقام هنا بذكر شيء منه، غير أن أكثره لسوء الحظ في موضوع ينبو عن الذوق، ويخرج عن المألوف إذ إنه في شعر الغلمان، وهو أمر كان يجمل بعالم كبير مثل ابن خلكان أن يترفع عنه، ويسمو بنفسه عن التدني إليه.
فإذا ما انتقل الحديث بنا إلى كتاب ابن خلكان الذي سماه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان مما ثبت بالنقل والسماع، أو أثبته العيان" نجده عنوانًا مفرط الطول الأمر الذي جعل المتأدبين والدارسين يعرفونه بالمقطع الأول من عنوانه "وفيات الأعيان".
والكتاب يترجم للنابهين من الناس في المحيط الإسلامي والعربي، أيا كانت صفاتهم أو أمكنتهم أو عصورهم، وليس لطائفة واحدة أو بلدة بعينها كما هو الحال في نسق آخر من كتب التراجم، إنه يترجم للجميع من ملوك ووزارء وأئمة ومحدثين، وفقهاء، وعلماء، وفلاسفة ومتصوفة وأطباء وقضاة وولاة وقواد وكتاب وشعراء، وندماء وظرفاء وشهيرات النساء وكل من يقع السؤال عنه.
هذا ويضع المؤلف مقدمة لكتابه يبين فيها منهجه في تأليفه كأحسن وأدق وأحدث ما يكون المنهج العلمي بمراحله المتكاملة. إنه يبدأ بالقراءة سنوات عديدة وفي أثناء ذلك يجمع المادة التي يستمد منها موضوعات كتابه، وهو يتثبت من صحتها وأمانة رواتها، ويوردها مرتبة على حروف المعجم ويبين لماذا اختار هذا السبيل دون غيره. ويتوقع أن قارئًا سوف يلاحظ أنه لم يترجم للصحابة والتابعين فيذكر في منهجه السبب الذي من أجله استثناهم فلم

1 الوافي بالوفيات "7/ 308، 309".
نام کتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب نویسنده : الشكعة، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست