responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب نویسنده : الشكعة، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 247
يسارها مثلها، والحبة الوسطى تسمى الواسطة، ومن هنا شبه كل شيء نفيس بين أقرانه بواسطة العقد أي الأفضل بينهم، فإذا تصورنا عقدًا في جيد حسناء إن أثمن حبة فيه هي الواسطة، وكل حبة عن اليمين أو عن اليسار هي على الترتيب: المجنبة، ثم العسجدة، ثم اليتيمة، ثم الدرة ثم الزمردة، ثم الجوهرة، ثم الياقوتة، ثم المرجانة، ثم الجمانة، ثم الزبرجدة، ثم الفريدة، ثم اللؤلؤة، وعلى هذا النسق إذا أردنا أن نتصور العقد بشكل أوضح تكون كل من الحبتين الأوليين في طرفي العقد لؤلؤة، والحبتين اللتين تليانهما الفريدة، وهكذا حتى نصل إلى الواسطة.
وابن عبد ربه كصاحب مؤلف ضخم قضى في تأليفه، وجمعه وتنسيقه وتبويبه سنوات طوالًا، لم يفته شأن كل مؤلف عربي نابهٍ أن يقدم لقارئه منهاج كتابه. وهو منهج يخضعه صاحبه للمنطق العلمي ويقنع به القارئ ويتلمس لذلك الأسباب من قول الحكماء والبلغاء ضاربًا المثل بأقوال لجعفر البرمكي الأديب الأريب، وكلثوم بن عمرو العتابي الحكيم البليغ. ويورد ابن عبد ربه أخباره ورواياته من دون إسناد في أكثر الأحيان. ويتوقع أن ذلك النهج سوف يثير تساؤلات القارئ اللبيب الحصيف؛ لأن العرب قد ألفوا أن يردوا كل حديث إلى مصدره وكل خبر إلى منبعه عن طريق الإسناد الصحيح، فيعد المؤلف إجابة بادية التعليل على هذا التساؤل المتوقع. وهكذا نلمس في الرجل منهج العالم وذكاء الأديب، فلنستمع إليه يقدم كتابه وموضوعاته على النهج الذي رسمه والوضع الذي اختاره والنسق الذي تصوره1:
"وقد ألفت هذا الكتاب وتخيرت جواهره من متخير جواهر الآداب ومحصول جوامع البيان، فكان جوهر الجوهر ولباب اللباب، وإنما لي فيه تأليف الأخبار، وفضل الاختيار، وحسن الاختصار، وفرش في صدر كل كتاب، وأما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء، ومأثور عن الحكماء والأدباء. واختيار الكلام أصعب من تأليفه. وقد قالوا: اختيار الرجل وافد عقله وقال الشاعر:
قد عرفناك باختيارك إذا كا ... ن دليلا على اللبيب اختياره
وقال أفلاطون: عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم، وظاهرة في حسن اختيارهم.
فتطلبت نظائر الكلام وأشكال المعاني وجواهر الحكم وضروب الأدب ونوادر الأمثال، ثم قرنت كل جنس منها إلى جنسه، فجعلته بابًا على حدته، ليستدل الطالب للخبر على موضعه من الكتاب، ونظيره في كل باب.

1 العقد الفريد "1/ 2-6".
نام کتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب نویسنده : الشكعة، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست