responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب نویسنده : الشكعة، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 170
فكاهة تذكرنا بأخت لها هي طرفة الخنفشار.
ولعل مثل هذه الكبوات هي التي كانت تجعل المبرد هدفًا لسهام بعض خصومه فيصوبون نحوه بعض قذائف الهجاء مثل قول أحمد بن أبي طاهر المعروف بابن طيفور:
كثرت في المبرد الآداب ... واستقلت في عقله الألباب
غير أن الفتى كما زعم النا ... س دعي مصحف كذاب
والمبرد كما ذكرنا، وكما يخبر عنه ابن خلكان كثير الأمالي حسن النوادر، وقد كان يتردد على مواضع المجانين، وله في ذلك حوار طريف جرى بينه وبين مجنون أديب وهو حين يروي قصته مع ذلك المجنون ويردد حواره معه يذكرنا بفكاهة الجاحظ وخفة روحه وطريف مفاجآته[1].
ومن أماليه الطريفة أن أبا جعفر المنصور ولى رجلًا على الإشراف على العميان والأيتام والقواعد من النساء اللواتي لا أزواج لهن فدخل على هذا المتولي بعض المتخلفين ومعه ولده فقال له: إن رأيت أصلحك الله أن تثبت اسمي مع القواعد، فقال له المتولي: القواعد نساء فكيف أثبتنك فيهن؟ فقال: ففي العميان، فقال: أما هذا فنعم، فإن الله تعالى، يقول: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} فقال: وتثبت ولدي في الأيتام، فقال: وهذا أفعله أيضًا فإنه من تكن أنت أباه فهو يتيم. فانصرف عنه وقد أثبته في العميان وأثبت ولده في الأيتام.
وفي مجال خفة الروح وفكاهة النادرة يقول المبرد: ما تنادر أحد علي ما تنادر به سذاب الوراق، فإني اجتزت يومًا به وهو جالس بباب داره، فقال لي: إلى أين؟ ولاطفني وعرض علي القرى، فقلت له: ما عندك؟ فقال: عندي أنت وعليه أنا، يشير إلى اللحم المبرد بالسذاب.
وللطف المبرد وعذب حديثه وحلو نادرته وكرم وفادته قال فيه أحمد بن أبي طاهر متفكها وكان قد نزل عليه ضيفًا في يوم ما:
ويوم كحر الشوق في الصدر والحشا ... على أنه منه أحر وأومد
ظللت به عند المبرد ثاويًا ... فما زلت في ألفاظه أتبرد2

[1] القصة في وفيات الأعيان "4/ 315".
2 معجم الأدباء "3/ 95".
نام کتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب نویسنده : الشكعة، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست