نام کتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون نویسنده : حاجي خليفة، مصطفى جلد : 2 صفحه : 1203
علم غريب الحديث والقرآن
(إتحاف الأديب، بما في القرآن من الغريب) .
(أثير الغريب، في نظم الغريب) .
قال الإمام، أبو سليمان: أحمد بن محمد الخطابي:
الغريب من الكلام: إنما هو الغامض، البعيد من الفهم، كما أن الغريب من الناس، إنما هو البعيد عن الوطن، المنقطع عن الأهل.
والغريب من الكلام، يقال به على وجهين:
أحدهما: أن يراد به أنه بعيد المعنى، غامضه، لا يتناوله الفهم إلا عن بعد، ومعاناة فكر.
والوجه الآخر: أن يراد به كلام من بعدت به الدار، من شواذ قبائل العرب.
فإذا وقعت إلينا الكلمة من لغاتهم استغربناها. انتهى.
وقال ابن الأثير، في (النهاية) :
وقد عرفت أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان أفصح العرب لسانا، حتى قال له علي - رضي الله تعالى عنه -، وقد سمعه يخاطب وفد بني نهد:
يا رسول الله، نحن بنو أب واحد، ونراك تكلم وفود العرب بما لا نفهم أكثره!
فقال: (أدبني ربي، فأحسن تأديببي) .
فكان - عليه الصلاة والسلام - يخاطب العرب على اختلاف شعوبهم، وقبائلهم، بما يفهمونه.
فكان الله - تعالى - قد أعلمه ما لم يكن يعلمه غيره.
وكان أصحابه يعرفون أكثر ما يقوله.
وما جهلوه سألوه عنه، فيوضحه لهم.
واستمر عصره، إلى حين وفاته - عليه الصلاة السلام -.
وجاء عصر الصحابة جاريا على هذا النمط، فكان لسان العربي عندهم صحيحا، لا يتداخله الخلل، إلى أن فتحت الأمصار، وخالط العرب غير جنسهم، فامتزجت الألسن، ونشأ بينهم الأولاد، فتعلموا من اللسان العربي ما لا بد لهم في الخطاب، وتركوا ما عداه، وتمادت الأيام إلى أن انقرض عصر الصحابة.
وجاء التابعون: فسلكوا سبيلهم، فما انقضى زمانهم إلا واللسان العربي قد استحال أعجميا.
فلما أعضل الداء، ألهم الله - سبحانه وتعالى - جماعة من أهل المعارف، أن انصرفوا إلى هذا الشأن طرفا من عنايتهم.
فشرعوا فيه، حراسة لهذا العلم الشريف.
فقيل: إن أول من جمع في هذا الفن شيئا:
أبو عبيدة: معمر بن المثنى التميمي، البصري.
المتوفى: سنة 210، عشر ومائتين.
فجمع: كتابا صغيرا.
ولم تكن قلته لجهله بغيره.
وإنما ذلك لأمرين:
أحدهما: أن كل مبتدئ بشيء لم يسبق إليه، يكون قليلا، ثم يكثر.
والثاني: أن الناس كان فيهم يومئذ بقية، وعندهم معرفة، فلم يكن الجهل قد (2/ 1204) عم.
وله تأليف آخر:
في غريب القرآن.
وقد صنف: عبد الواحد بن أحمد المليحي.
المتوفى: سنة 462، اثنتين وستين وأربعمائة.
كتابا: في رده.
وأبو سعيد: أحمد بن خالد الضرير، الكندي، الحمصي.
المتوفى: سنة 214.
وموفق الدين: عبد اللطيف بن يوسف البغدادي.
المتوفى: سنة 629، تسع وعشرين وستمائة.
صنفها: في رد غريب الحديث.
ثم جمع: أبو الحسن: النصر بن شميل المازني، النحوي، بعده أكثر منه.
المتوفى: سنة 204، أربع مائتين.
ثم جمع:
عبد الملك بن قريب الأصمعي.
كتابا.
أحسن فيه، وأجاد.
وكذلك:
محمد بن المستنير، المعروف: بقطرب.
سماه: (غريب الآثار) .
وغيره من الأئمة:
جمعوا أحاديث، وتكلموا على لغتها في أوراق.
ولم يكد أحدهم يتفرد عن غيره بكثير حديث، لم يذكره الآخر.
ثم جاء:
أبو عبيد: القاسم بن سلام.
بعد المائتين.
فجمع: كتابه، فصار هو: القدوة في هذا الشأن.
فإنه أفنى فيه عمره.
وتوفي: سنة 224.
حتى لقد قال فيما يروى عنه: إني جمعت كتابي هذا في أربعين سنة.
وربما كنت أستفيد الفائدة من الأفواه، فأضعها في موضعها، فكان خلاصة عمري.
توفي: سنة 224.
وبقي كتابه: في أيدي الناس، يرجعون إليه في غريب الحديث.
إلى عصر: أبي محمد: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري.
المتوفى: سنة 266، ست وستين ومائتين.
فصنف كتابه المشهور.
فيه: حذا حذو: أبي عبيد.
فجاء كتابه مثل كتابه، أو أكبر منه.
وقال في مقدمته:
أرجو أن لا يكون بقي بعد هذين الكتابين من غريب الحديث، ما يكون لأحد فيه مقال.
وله: (غريب القرآن) أيضا.
وصنف:
أبو علي: الحسن بن عبد الله الأصفهاني.
في رد غريبه الحديث له، ولأبي عبيد: كتابا.
وتوفي: سنة ...
وقد كان في زمانه:
الإمام: إبراهيم بن إسحاق (2/ 1205) الحربي، الحافظ.
وجمع: كتابه فيه.
وهو كبير.
في: خمس مجلدات.
بسط القول فيه.
واستقصى: الأحاديث بطرق أسانيدها، وإطالة بذكر متونها، وإن لم يكن فيها إلا كلمة واحدة غريبة.
فطال لذلك كتابه.
فترك وهجر، وإن كان كثير الفوائد.
توفي: ببغداد، سنة 285، خمس وثمانين ومائتين.
ثم صنف: الناس - غير من ذكر -، منهم:
شمر بن حمدويه.
المتوفى: سنة ...
وأبو العباس: أحمد بن يحيى، المعروف: بثعلب.
المتوفى: سنة 291، إحدى وتسعين ومائتين.
وأبو العباس: محمد بن يزيد الثمالي، المعروف: بالمبرد.
المتوفى: سنة 285، خمس وثمانين ومائتين.
وأبو بكر: محمد بن القاسم الأنباري.
المتوفى: سنة 328، ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وأحمد بن الحسن الكندي.
المتوفى: سنة ...
وأبو عمر: محمد بن عبد الواحد الزاهي، صاحب ثعلب.
المتوفى: سنة 345، خمس وأربعين وثلاثمائة.
وهو، وغريبه على: (مسند أحمد بن حنبل) ، وغير هؤلاء أقول:
كأبي الحسين: عمر بن محمد القاضي، المالكي.
المتوفى: سنة 328، ثمان وعشرين وثلاثمائة.
ولم يتم.
وأبي محمد: سلمة بن عاصم النحوي.
وأبي مروان: عبد الملك بن حبيب المالكي.
المتوفى: سنة 239، تسع وثلاثين ومائتين.
وأبي القاسم: محمود بن أبي الحسين النيسابوري، الملقب: ببيان الحق.
وقاسم بن محمد الأنباري.
المتوفى: سنة 304، أربع وثلاثمائة.
وأبي شجاع: محمد بن علي بن الدهان البغدادي.
المتوفى: سنة 590، تسعين وخمسمائة.
وهو كبير.
في: ستة عشر مجلدا.
وأبي الفتح: سليم بن أيوب الرازي.
المتوفى: سنة 442، اثنتين وأربعين وأربعمائة.
وابن كيسان: محمد بن أحمد النحوي.
المتوفى: سنة 299، تسع وتسعين ومائتين.
ومحمد بن حبيب البغدادي، النحوي.
المتوفى: سنة 245، خمس وأربعين ومائتين.
وابن درستويه: عبد الله بن جعفر النحوي.
المتوفى: سنة 347، سبع وأربعين وثلاثمائة.
وإسماعيل بن عبد الغافر، راوي: (صحيح مسلم) .
المتوفى: سنة 449، خمس وأربعين وأربعمائة.
وكتابه: جليل الفائدة.
مجلد.
مرتب على: الحروف.
واستمرت الحال إلى عهد:
الإمام، أبي سليمان: حمد بن محمد الخطابي، البستي.
المتوفى: سنة 388، ثمان وثمانين وثلاثمائة.
فألف كتابه المشهور.
سلك فيه: نهج: أبي عبيد، وابن قتيبة.
فكانت (2/ 1206) هذه الثلاث فيه: أمهات الكتب.
إلا أنه لم يكن كتاب صنف مرتبا يرجع الإنسان عند طلبه، إلا كتاب: الحربي.
وهو على طوله لا يوجد إلا بعد تعب وعناء.
فلما كان زمان: أبي عبيد: أحمد بن محمد الهروي.
المتوفى: سنة 401، إحدى وأربعمائة، صاحب الأزهري، وكان في زمن الخطابي.
توفي: سنة 401.
صنف كتابه المشهور.
في: الجمع بين غريب القرآن، والحديث
ورتبه على: حروف المعجم، على وضع لم يسبق فيه.
وجمع: ما في كتب من تقدمه.
فجاء: جامعا في الحسن، إلا أنه جاء الحديث مفرقا في حروف كلماته.
فانتشر: فصار هو العمدة فيه.
وما زال الناس بعده يتبعون أثره إلى عهد:
أبي القاسم: محمود بن عمر الزمخشري.
فصنف: (الفائق) .
ورتبه على: وضع اختاره.
مقفى على: حروف المعجم.
ولكن في العثور على طلب الحديث منه: كلفة، ومشقة، لأنه جمع في التقفية، بين إيراد الحديث مسرودا جميعه، أو أكثره.
ثم شرح ما فيه من غريب.
فيجيء شرح كل كلمة غريبة.
يشتمل عليها ذلك الحديث في حرف واحد، فترد الكلمة في غير حروفها.
وإذا طلبها الإنسان تعب حتى يجدها.
فكان (كتاب الهروي) أقرب متناولا، وأسهل مأخذا.
وصنف:
الحافظ، أبو موسى: محمد بن أبي بكر الأصفهاني.
كتابا.
جمع فيه: ما فات الهروي من: غريب القرآن، والحديث، يناسبه قدرا، وفائدة، ورتبة، كما رتبه.
ثم قال: واعلم أنه سيبقى بعد كتابي أشياء، لم تقع لي، ولا وقفت عليها، لأن كلام العرب لا ينحصر.
وتوفي: سنة 581، إحدى وثمانين وخمسمائة.
سماه: (كتاب المغيث) .
كمل به: (الغريبين) .
ومعاصره:
أبو الفرج: عبد الرحمن بن علي، الإمام: ابن الجوزي.
صنف: كتابا في غريب الحديث.
نهج فيه: طريق الهروي.
مجردا عن: غريب القرآن.
وكان فاضلا، لكنه كان يغلب عليه الوعظ.
وقال فيه:
قد فاتهم أشياء، فرأيت أن أبذل الوسع في جمع غريب، أرجو أن لا يشذ عني مهم من ذلك.
قال ابن الأثير:
ولقد تتبعت كتابه، فرأيته مختصرا من: (كتاب الهروي) .
منتزعا من: أبوابه شيئا فشيئا.
ولم يزد عليه إلا الكلمة الشاذة.
وأما: أبو موسى.
فإنه لم يذكر في كتابه مما ذكره الهروي، إلا كلمة اضطر إلى ذكرها.
فإن كتابه يضاهي (كتاب الهروي) .
لأن وضعه استدراك ما فات الهروي.
ولما وقفت على ذينك الكتابين، وهما: غاية من الحسن، وإذا أراد أحد كلمة غريبة يحتاج إليهما.
وهما كبيران.
ذوا: مجلدات عدة.
فرأيت أن: أجمع بين ما فيهما من غريب الحديث.
مجردا من: غريب القرآن.
وأضيف: كل كلمة إلى أختها.
وتمادت بي الأيام، فحينئذ أمعنت النظر (2/ 1207) في الجمع بين ألفاظهما.
فوجدتهما على كثرة ما أودع فيهما، قد فاتهما الكثير.
فإني في بادئ الأمر، مر بذكري كلمات غريبة من أحاديث: البخاري، ومسلم، لم يرد شيء منها في هذين الكتابين، فحيث عرفت ذلك، نبهت لاعتبار ما سوى هذين من كتب الحديث.
فتتبعتها، واستقصيت قديما وحديثا.
فرأيت فيها من الغريب كثيرا.
وأضفت: ما عثرت عليه.
وأنا أقول كم يكون ما قد فاتني من الكلمات، يشتمل عليها أحاديث رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -، وأصحابه، وتابعيهم، جعلها الله ذخيرة لغيري.
انتهى كلام ابن الأثير، من كتابه، المسمى: (بالنهاية) ، ملخصا.
أقول:
ووصف كتابه يأتي في: النون.
وصنف الأرموي بعده:
كتابا في تتمة كتابه.
وصنف:
مهد الدين بن الحاجب.
عشر مجلدات.
غريب الأسماء
لأبي زيد: سعيد بن أوس الخزرجي.
المتوفى: سنة 215.
نام کتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون نویسنده : حاجي خليفة، مصطفى جلد : 2 صفحه : 1203