بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإن العالم الإسلامي - اليوم - يعيش أهله صحوة إسلامية عامة، شملت: الرجل والمرأة، الصغير والكبير، الجاهل والمتعلم، التقي وغير التقي. حتى أصبحت - هذه الصحوة - شغلهم الشاغل، والمالك لحيز كبير من تفكيرهم، وحديث أكثر مجالسهم، وأكثر وسائل إعلامهم: المقروءة والمسموعة والمرئية، فمنهم من ملكت لبه، فأصبح يعمل لها ليل نهار، ويبذل كل ما في وسعه من أجلها، ومنهم من اكتفى بالسير في ركابها، ومنهم من أحبها وأحب أهلها لكنه بقي مكتوف اليدين تجاهها، ومنهم من وقف منها موقف المستريب المتشكك، ومنهم من عادى أهلها، وقعد لهم كل مرصد، و {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84] [1] .
وقضية شديدة خطورتها - كهذه - بل هي أشد قضايا مسلمي هذا العصر خطورة، كتب عنها من الكتب والنشرات والتقارير والمقالات ما لا يعلم عدده إلا الله سبحانه، وعقدت من أجلها مؤتمرات وندوات، وألقيت محاضرات وكلمات، وخططت من أجلها مخططات، كما حيكت ضدها دسائس ومؤامرات {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] [2] .
وأكثر ذلك مرصود مدون، حتى تكونت مكتبات ضخمة في كثير من قضايا هذه الصحوة المباركة وأهلها.
وإن المتتبع لحركة المطابع، وما تقذفه كل يوم من كتب وغيرها، ليدرك - تماما - أن متابعة ورصد كل ذلك متعذر لآحاد الناس.
ومن أبرز قضايا هذه الصحوة، ومن أخطرها، ومما بسببها تقذف المطابع آلاف الكتب والنشرات والدوريات والمقالات: قضية المرأة المسلمة، حتى تكونت - من جراء [1] سورة الإسراء الآية 84. [2] سورة إبراهيم الآية 46.