responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحطة في ذكر الصحاح الستة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 230
وسعى بِهِ إِلَى جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَهُوَ عَم أبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَقَالُوا لَهُ إِنَّه لَا يرى إِيمَان بيعتكم هَذِه بِشَيْء فَغَضب جَعْفَر ودعا بِهِ وجرده وضربه بالسياط ومدت يَده حَتَّى انخلعت كتفه وارتكب مِنْهُ أمرا عَظِيما فَلم يزل بعد ذَلِك الضَّرْب فِي علو رفْعَة وكأنما كَانَت تِلْكَ السِّيَاط حليا حلي بِهِ وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي شذور الْعُقُود فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة وفيهَا ضرب مَالك بن أنس سبعين سَوْطًا لأجل فَتْوَى لم توَافق غَرَض السُّلْطَان وَالله أعلم
وَحكى الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْحميدِي فِي كتاب جذوه المقتبس قَالَ حدث القعْنبِي قَالَ دخلت على مَالك بن أنس فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَسلمت عَلَيْهِ ثمَّ جَلَست فرأيته يبكي فَقلت يَا أَبَا عبد الله ماالذي يبكيك فَقَالَ لي يَا ابْن قعنب وَمَالِي لَا أبْكِي وَمن أَحَق بالبكاء مني وَالله لَوَدِدْت أَنِّي ضربت بِكُل مَسْأَلَة أَفْتيت فِيهَا بِرَأْي بِسَوْط سَوط وَقد كَانَت لي السعَة فِيمَا قد سبقت إِلَيْهِ وليتني لم أفت بِالرَّأْيِ أَو كَمَا قَالَ ذكره ابْن خلكان وَفِي إحْيَاء عُلُوم الدّين للغزالي وَأما الإِمَام مَالك فَإِنَّهُ كَانَ أَيْضا متحليا بِهَذِهِ الْخِصَال الْخمس فَإِنَّهُ قيل لَهُ مَا تَقول يَا مَالك فِي طلب الْعلم فَقَالَ حسن جميل وَلَكِن أنظر إِلَى الَّذِي يلزمك من حِين تصبح إِلَى حِين تمسي فألزمه وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَعْظِيم علم الدّين مبالغا حَتَّى كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يحدث تَوَضَّأ وَجلسَ على صدر فرَاشه وسرح لحيته وَاسْتعْمل الطّيب وَتمكن فِي الْجُلُوس على وقار وهيبة ثمَّ حدث فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أحب أَن أعظم حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى وَزَاد ابْن خلكان وَلَا أحدث بِهِ إِلَّا مُتَمَكنًا على طَهَارَة وَكَانَ يكره أَن يحدث على الطَّرِيق أَو قَائِما أَو مستعجلا وَيَقُول

نام کتاب : الحطة في ذكر الصحاح الستة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست