responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة المنار نویسنده : رشيد رضا، محمد    جلد : 35  صفحه : 47
الكاتب: محمد توفيق علي

الهمزية في مدح خير البرية
والدفاع عن الدين، والرد على المبشرين
(نظمت بمناسبة احتفال الأمة الإسلامية بالمولد الشريف لعام 1354)
بقلم (الأديب الشاعر) اليوزباشى محمد توفيق علي
النور المحمدي - الشريعة السمحة - تحريم الخمر - نجاسة الكلب
والخنزير - حكمة الطلاق - حكمة تعدد الزوجات - تبشير الإنجيل والتوراة بنبي
الإسلام صلى الله عليه وسلم - المبشرون بعيسى صلى الله عليه وسلم - نقائض معقدة - مقارنة بين معجزات المسيح ومعجزات غيره من الأنبياء والرسل - وجوب توحيد الخالق جلَّ وعلا - التجاء الناظم إليه تعالى.
* * *
النور المحمدي
ذلك النور ساطعًا والضياء ... وصفه عنه يقصر البلغاء
نور من سبح الحصى في يديه ... وجرى منهما وفاض الماء
أكمل الخلق صورة يبدع اللـ ... ـه تعالى من نوره ما يشاء
مرسل جاوز السموات سبعًا ... وإليه تناهت العلياء
وارتقى حيث لا ملائكة اللـ ... ـه تعالى ارتقت ولا الأنبياء
صاعدًا في معارج القرب يحدو ... هـ السنا ضافيًا ويغشى البهاء
ذو محيا يصبو له البدر عشقًا ... وله تنتمي ضياءً ذكاء
رحمة كله وعلم وحلم ... ووقار ونجدة وسخاء
مثل من أنجبت (كريمة وهب) ... لم تلد عاقر ولا عذراء
* * *
الشريعة السمحة
ذو أتى بالنعيم ذكرًا حكيمًا ... فإذا الأرض جنة والسماء
وحيه للعقول رَوح وريحا ... ن وفيه من كل داء شفاء
آية منه تعجز الإنس والجـ ... ـن ولو أن كلهم فصحاء
لم يكذب موسى وعيسى، وبغيًا ... كذبته الشرور والأهواء
كيف تأتي على الشرائع آيا ... ت وِضاءٌ وسمحة غرَّاء
وكتاب مفصل عربي ... ليس يرضى بذلك البخلاء
كلما يرتقي الزمان يرى الخيـ ... ـر أفاضته ملة سَحَّاء
سكبت صفوة الشرائع في كأ ... س بها ترتوي العقول الظماء
* * *
الخمر
وأشهد اليوم ضجة تنكر الخمـ ... ـر وكأس عنها سلا الندماء
بؤرة الشر والجرائر والآثام ... أفتى بذلك الحكماء
رب بيت أقامت الخمر فيه ... أجفلت عن رواقه السراء
فالعقول اشتكت إلى الله منها ... والكلى والكبود والأحشاء
حرمتها دهرًا حكومة أمريـ ... ـكا ونادى برجسها الفضلاء
ثم عادت تلغي أوامرها بعـ ... ـد اهتداء وضلت الآراء
وسيأتي يوم قريب تزول الـ ... ـخمر فيه وتصرع الفحشاء
ويرى الناس أن شرع أبي القا ... سِمِ خير ونعمة وهناء
* * *
الكلاب والخنازير
أثبت الطب فضل شرعك والمجـ ... ـهر والباحثون والعلماء
فلعاب الكلاب سم زعاف ... ولحام الخنزير داء عياء [1]
* * *
الطلاق
واشتراع الله الطلاق أصبح في الـ ... ـدنيا مباحًا يقرّه الفقهاء
عانقته كرهًا محاكم أوربا ... ونادى بنفعه الأذكياء
كيف عيش الزوجين خانهما الـ ... ـحب ولج الأذى وحال الصفاء
أعدوَّان يقرنان بحبل؟ ... حالة لا يطيقها السجناء
* * *
تعدد الزوجات
(جنسهن اللطيف) يزداد عدًّا ... ذلكم ما يقوله الإحصاء [2]
فغدا اليوم الاجتماع مريضًا ... واعتناق الزوجات فيه الدواء
ليس في غيرة النساء من المحـ ... ـظور ما تستثيره البأساء
كيف تقوى فُضلى على عنت الدهـ ... ـر وما قد يجره الإغواء
فتراهن من ثلاث ومثنى ... ورباع شعارهن الإخاء
فمن العدل بينهن وفاق ... والمساواة ألفة وهناء
وهو فرض على المعدِّد لا يقـ ... ـوى على حمل ثقله الضعفاء
إن في رفق شرع أحمد بالأنـ ... ـثى لفضلاً يجلّه الشرفاء
وقديمًا حمى الضعاف ونجّا ... هن مما يخفنه الأقوياء
* * *
تبشير الإنجيل والتوراة بنبي الإسلام
(صلى الله عليه وسلم)
عظُمت تلكمو الأناجيل والتو ... راة لولا تقوُّلٌ واجتراء
أيّ عهد، لكنهم ضيعوه ... إنما يحفظ العهودَ الوفاء
بدلوا الوحي والرسالة إطفاء ... لنور ما إن له إطفاء
شهد الصادق المسيح عليهم ... في الأناجيل أنهم أشقياء
في ثياب الحملان منهم ذئاب ... خاطفات فما همو أنبياء
فاحذروهم وإن أتوا بالأعاجيب ... فليسوا مني وهم أدعياء
لست أرضى من قال يا رب منهم ... لي ولكن يرضيني الحنفاء
ذلكم ما رواه إنجيل (متّى) ... فليراجع نصوصه القراء [3]
* * *
المبشرون بعيسى
عجبًا للمبشرين بعيسى ... أمةً دينها الهدى والصفاء
بعد ما بشر المسيح بهاديها ... كما بشرت به الأنبياء
فهو (نور الحق) الذي لفت النا ... س إليه المسيح وهو (العزاء)
وليراجع من شاء إنجيل (يوحنا) ... ففيه للباحثين الرضاء [4]
وهو ذاك النبي يسأل في الإنـ ... ـجيل عنه يحيى فأين الخفاء [5]
فلقد بشرت ببعثته التو ... راة لولا جحودهم والمراء
فهو ذو من (جبال فاران) مبعو ... ث ومن تلكم الجبال (حراء) [6]
أينع الوحي وازدهى في ذراه ... وتغنى فأطرب الإنشاء
وتجلى على البسيطة نور ... وكسا الكون رونق ورواء
حِكَمٌ حين أُنزلت ختم الوحـ ... ـي وتمت على الورى النعماء
وطوت معجزاتِ كل رسول ... ولها الخلد وحدها والبقاء
* * *
نقائض معقدة
يا لها من نقائض تحرج الفهـ ... ـم عليها لَبسٌ وفيها التواء
واعتقاد مُعقد ذَنَب الضَّبِّ ... لديه محجة واستواء
يُصلَب الرب في خطيئة عبد ... كيف يرضى بذلك العقلاء
لِمَ لَمْ يغفر الخطيئة غفرا ... نًا له فيه عزة وإباء
إن يكن ربَّكم فمن كان يدعو ... ربه وهو خاشع بكّاء
أإله في وجهه يبصق الأشرار ... هزؤًا ويزدرَى ويُساء
لِمَ لَمْ يُقطِّع اليهود أبوه ... كيف تنسى حنوَّها الآباء
وبِكَمْ باع ذا الجلال يهوذا ... واشترى منه ربَّه الأعداء
(أثلاثون فضة) ثمن الله ... تخطاه بيعهم والشراء
بل أحبوك مسرفين وغالَوْا ... في ولاءٍ هُداك منه براء
***
مقارنة بين معجزات المسيح وغيره من الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام
أم لأن المسيح قد أنجبته ... ذات طهر صِدِّيقة عذراء
مثله آدم: فهل كان ربًّا ... آدم؟ أو إلهة حواء؟
أم لأن المسيح أحيا فتاة ... إذ دعا اللهَ فاستُجيب الدعاء
" حزقيال " النبي أنشر جيشًا ... عاث في البلى وجال الفناء [7]
أم مشى فوق لجة يتهادى ... فارعوى خاشعًا وقرَّ الماء
فالعصا قد علمتم انفلق البحر ... لموسى بها وحل القضاء [8]
وله البينات والجبل المنتوق ... والمن واليد البيضاء
ولخير الورى المكمل صلى ... الله ... والمتقون والأصفياء
معجزات ما أن يلم بها الحصـ ـر ولايستطيعها استقصاء
نصرته الرياح والرعب في (الخنـ ... ـدق) حتى تشتت الحلفاء [9]
وتراءى جبريل يسطع في (بد ... ر) تليه كتيبة شهباء
وله الجذع حنَّ والقمر انشـ ... ـق وظهر البراق والإسراء
ومشت أيكة إليه دعاها ... تسحب الجذع غضة خضراء
ولكَم سحّ -إذ دعا ربه- الغيث ... ولانت لوطئه صفواء [10]
ما له إن مشى على الأرض ظل ... ساطع النور ما له أفياء [11]
وظللته -بل منه ظللت- الشمس ... لزامًا غمامة وطْفاء [12]
كم دعا الله والغذاء قليل ... فنما واستفاض ذاك الغذاء
* * *
وجوب توحيد الخالق جل وعلا
آن للأرض أن تقدس ربًّا ... واحد الذات ما له أجزاء
آدم عنده ونوح وموسى ... والمسيح الذي نجلّ سواء
وغنيٌّ عن العباد جميعًا ... ما له زوجة ولا أبناء
وله الخلق أجمعون عبيد ... وله المجد كله والبهاء
ورءوس الطغاة موطئ نعليـ ... ـه [13] وتلك الجلالة القعساء
ملأ الكائنات حسنًا ولكن ... لا ترى الشمسَ مقلةٌ عمياء
فهو نور سطا على كل نور ... خفيت في ظهوره الأشياء
تتلاشى الشموس فيه وتخبو ... وتغيب البروج والأضواء
أيها المشرك المعدِّد وحِّد ... إن قول المعددين هُراء
لو مع الله في السموات والأ ... رض شريك لقامت الشحناء
بل هو الله واحد ما له في الـ ... ـمُلك ثانٍ ولا له أكفاء
أيها الجاحد المعطل صدِّق ... لا يكن من هداتك الأغبياء
وانظر الأرض والسماء وفكِّر ... هل بلا صانع يقوم البناء؟
إنما الأرض ذرة في رحيب الـ ... ـمُلك فالملك شاسع والفضاء
فاعبد الله -لست شيئًا- ولا تكـ ... ـفُر وتذهب بلبِّك الخيلاء
أنت رد على جحودك قاض ... فصلته العروق والأعضاء
* * *
التجاء الناظم إليه تعالى
ما الذي تبلغ النوائب مني ... يا مليكى ولي إليك التجاء
أنت درعي وأنت سيفي ورمحي ... ونبالي وعسكري واللواء
لا أبالي وذو الجلال نصيري ... أن خصمي الملوك والوزراء
لست بالأقوياء أحفل لكن ... إن شكاني لعدلك الضعفاء
لك يا رب بطشة إن تعاقب ... عندها الأرض والسماء هباء
إن تكن غاضبًا عليّ تعاليـ ... ـت فلا ناصر ولا شفعاء
عملي سيئ وظلمي لنفسي ... ولغيري تضج منه السماء
أستحق الصليّ في النار لكن ... لي في عفوك الكريم رجاء
ليس مثلي لجنة الخلد أهلاً ... كيف ترنو لمذنب حوراء
ذلك الفضل في غنى عن طلوحي ... إنما يستحقه الصلحاء
رُب نُعمى على جحود تولَّت ... ما لنُعمى على جحود بقاء
كيف آسى على سرور تولى ... ويَسارٍ أودت به ضراء
إن من كنتَ كنزه وغناه ... يستوي الضيق عنده والرخاء
ليست الكيمياء منا بعيدًا ... إنما حمد ربنا الكيمياء
لست أخشى ضلالة ولقلبي ... بسنا وجهك الكريم اهتداء
فاهدنا للفلاح والخير والتقـ ... ـوى فمنك الهدى ومنك الحِباء
واحمنا في بلادنا من أوربا ... سيلها جارف ونحن الغثاء
(انتهى)

(1) انتشر إنشاء المستشفيات للمعالجة من داء الكلب، وأثبت العلم وجود ديدان سامة في لحم الخنزير لا تقتلها درجة الغليان.
(2) ومن ذلك الإحصاء ما جاء بالصفحة السابعة بالعمود الخامس من جريدة الأهرام الغراء الصادرة في 3 - 5 - 1935 تحت عنوان (النساء كثيرات) من أنه يوجد في ألمانيا وحدها مليونان ومائتا ألف امرأة زيادة عما فيها من الرجال.
(3) جاء بالإصحاح السابع من إنجيل متّى عدد 15 و 21 و 22 و 23 قول المسيح: (احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان لكنهم من داخل ذئاب خاطفة ليس من يقول لي: يا رب، يدخل ملكوت السماء، بل الذي يفعل: إرادة أبي الذي في السموات، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم أني لم أعرفكم قط، اذهبوا عني يا فاعلي الإثم) .
(4) ورد بالإصحاح الخامس عشر من إنجيل يوحنا بالآيتين 26 و 27 قول المسيح عليه السلام: (ومتى جاء (المعزى) الذي سأرسله أنا إليكم من الآب (روح الحق) الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضًا؛ لأنكم معي من الابتداء) وجاء بالإصحاح السادس عشر منه بالآية 6 قوله عليه السلام: (لكني أقول لكم الحق، إنه خير لكم أن أنطلق؛ لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم (المعزي) وبالآيتين 13 و 14: (وأما متى جاء ذاك (روح الحق) فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به) .
(5) (6) يحيى بن زكريا - عليهما السلام - وهو المعروف في الإنجيل باسم يوحنا المعمدان، فإنه لما جاء قومه - كما هو مذكور بإنجيل يوحنا بالإصحاح الأول بالآيات 19 و20 و21 و22 - وسألوه: آنت النبي؟ أجاب نفيًا، وهذا نص الآيات سالفة الذكر: (19 وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت 20 فاعترف ولم ينكر وأقر أني لست أنا المسيح 21 فسألوه: إذًا ماذا؟ إيليا أنت؟ فقال: لست أنا. النبي أنت؟ فأجاب: لا) وإذًا فقد كانوا يترقبون بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك لما هو مذكور عندهم بالتوراة من أنه يبعث رسول من جبال فاران، وهي جبال بمكة، منها جبل حراء الذي ما زال ينقطع فيه - صلى الله عليه وسلم- للعبادة إلى أن أوحي إليه.
(7) من أنبياء بني إسرائيل وقصته مبسوطة في سفره من العهد القديم وليس بثابت عندنا.
(8) المنتوق: المرفوع.
(9) الحلفاء: قريش، وغطفان، ويهود.
(10) الصفواء: الصخرة الملساء.
(11) الأفياء: الظلال.
(12) الوطفاء: المسترخية الجوانب لكثرة مائها.
[13] المنار: هذا كناية عن قهره تعالى لهم، وهو تعبير يتوقف على النص، ولم يرد، ولكن ورد لفظ (القدم) في قهر جهنم.
نام کتاب : مجلة المنار نویسنده : رشيد رضا، محمد    جلد : 35  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست