responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهوامل والشوامل نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 1  صفحه : 47
للصناعة وَلَا رِيبَة للحذق والمهارة - كَانَ القسمان الباقيان من النّظم والتركيب هما مَوضِع الصِّنَاعَة وَفِيهِمَا يظْهر أثر الْإِنْسَان بالحذق وجوده الْبَصَر والثقافة. وَبَيَان ذَلِك: أَن الْحُرُوف الثَّمَانِية وَالْعِشْرين يطلع كل وَاحِد مِنْهَا من مطلع غير مطلع الآخر وَذَلِكَ من أقْصَى الرئة إِلَى أدنى الْفَم على مَا قسمه أَصْحَاب اللُّغَة وَبَينه الْخَلِيل وَغَيره وعَلى خلاف بَينهم فِي مخارجها ومواضعها وموضعنا هَذَا لَا يَلِيق بشرح هَذَا الْكَلَام فَإِنَّهُ يعوقنا عَن قصدنا وبغيتنا. ونقول: إِن الصَّوْت إِنَّمَا يتم بِآلَة هِيَ الرئة وقصبتها لِأَنَّهَا مستطرق الْهَوَاء وَالصَّوْت إِنَّمَا هُوَ اقتراع فِي الْهَوَاء وَلما لم يكن للهواء طَرِيق فِي الْإِنْسَان إِلَّا من الرئة وقصبتها والمدخل إِلَيْهَا من الْفَم وَلَا مخرج لَهُ إِلَّا من هَذِه الْجِهَة - جعل اىقتراع - الَّذِي هُوَ الصَّوْت - فِي هَذِه الْمسَافَة حسب فبعض الْأَصْوَات أقرب إِلَى الرئة وَأبْعد من الشّفة وَبَعضهَا أقرب إِلَى الشّفة وَأبْعد من الرئة والوسائط بَين هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ كَثِيرَة. فَالنَّفْس وَهُوَ الْهَوَاء إِذا خرج من الرئة إِلَى أَن يبلغ الشّفة لَهُ مَسَافَة بَين أقْصَى الْحُلْقُوم وَبَين مُنْتَهى الْفَم وَالْإِنْسَان مقتدر على تقطيع هَذَا الْهَوَاء بالاقتراعات الْمُخْتَلفَة غي طول هَذِه الْمسَافَة فيخرق هَذَا الْهَوَاء مرّة فِي أقْصَى الْحلق وَمرَّة فِي أدناه وَمرَّة فِي غَار الْفَم إِلَى أَن يصير لَهَا ثَمَانِيَة وَعشْرين موضعا. وَمِثَال ذَلِك مثل مزمار فِيهِ ثقب مَتى أطلق الْإِنْسَان فِيهِ النَّفس وخرق موضعا بإصبع إِصْبَع اخْتلفت الْأَصْوَات فِي السّمع بِحَسب قربه وَبعده. وَلَا يكون المسموع من الاقتراع الَّذِي يحدث عِنْد الثقب الْأَخير المسموع من الاقتراع الَّذِي يحدث عِنْد الثقب الأول. وَكَذَلِكَ سَائِر الاقتراعات الَّتِي بَين هذَيْن الثقبين مُخْتَلفَة المواقع من

نام کتاب : الهوامل والشوامل نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست