responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد    جلد : 1  صفحه : 73
عبد الله بن أريقط من بني الدّيل بن بكر، وكان هاديا ماهرا، وهو على دين كفار قريش فأمناه ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال. ثم فارق الرسول عليه الصلاة والسلام أبا بكر وواعده المقابلة ليلا خارج مكّة، وكانت هذه الليلة هي ليلة استعداد قريش لتنفيذ ما أقرّوا عليه، فاجتمعوا حول باب الدار، ورسول الله داخله، فلمّا جاء ميعاد الخروج، أمر ابن عمه عليا بالمبيت مكانه كي لا يقع الشكّ في وجوده أثناء الليل، فإنهم كانوا يردّدون النظر من شقوق الباب ليعلموا وجوده، ثم سجّى [1] عليّا ببرده وخرج على القوم وهو يقرأ وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [2] فألقى الله النوم عليهم حتى لم يره أحد، ولم يزل عليه الصلاة والسلام سائرا حتى تقابل مع الصدّيق، وسارا حتى بلغا غار ثور [3] فاختفيا فيه.
أما المشركون فلمّا علموا بفساد مكرهم وأنهم إنما باتوا يحرسون علي بن أبي طالب لا محمّد بن عبد الله، هاجت عواطفهم فأرسلوا الطلب من كل جهة، وجعلوا الجوائز لمن يأتي بمحمّد أو يدلّ عليه، وقد وصلوا في طلبهم إلى ذلك الغار الذي فيه طلبتهم بحيث لو نظر أحدهم تحت قدميه لنظرهما حتى أبكى ذلك أبا بكر فقال له عليه الصلاة والسلام: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا [4] فأعمى الله أبصار المشركين حتى لم يحن لأحد منهم التفاتة إلى ذلك الغار [5] بل صار أعدى الأعداء أمية بن خلف يبعد لهم اختفاء المطلوبين في مثل هذا الغار [6] فأقاما فيه ثلاث ليال حتى ينقطع الطلب، وكان يبيت عندهم عبد الله بن أبي بكر [7] (وهو

[1] غطى.
[2] سورة يس اية 9.
[3] جبل بمكة يبعد عنها حوالي اثنين كيلومتر شرقا ويعرف أطحل وأطحل.
[4] سورة التوبة اية 40.
[5] وفي صحيح البخاري (لو أن أحدكم نظر إلى قدمه لرانا، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وأخرجه أيضا مسلم والترمذي وأحمد.
[6] وفي مسند البزار: أن الله تعالى أمر العنكبوت فنسجت على وجه الغار، وأرسل حمامتين وحشيتين فوقفتا على وجه الغار.
[7] أمه وأم أسماء واحدة وكان إسلامه قديما وشهد الطائف مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرمي بسهم رماه به أبو محجن الثقفي فدمل جرحه حتى انتقض به فمات منه في أول خلافة أبيه، وذلك في شوال من سنة إحدى عشرة ودفن بعد الظهر وصلّى عليه أبوه.
نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست