responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد    جلد : 1  صفحه : 230
ورحمة الله» »
وفي هذا اليوم أمتنّ الله على المؤمنين بقوله في سورة المائدة الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [2] فلا غرابة أن اتخذه المسلمون عيدا ويوما سعيدا يظهرون فيه شكر الله على هذه النعمة الكبرى. ثم إنه عليه الصلاة والسلام أدّى مناسك الحجّ من رمي الجمار والنحر والحلق والطواف، وبعد أن أقام بمكّة عشرة أيام قفل إلى المدينة، ولما راها كبّر ثلاثا وقال: لا إله إلّا الله واحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ايبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب واحده [3] .

الوفود
في هذه السنة والتي قبلها كان وفود العرب إلى رسول الله ليبايعوه على الإسلام وكانوا يقدمون أفواجا، ولما في أخبار هذه الوفود من التعاليم الحميدة التي يحتاج ذو الأدب أن يعرفها رأينا أن نذكر لك منها ما يزيدك يقينا وينير بصيرتك فنقول:

وفود نجران
«4» ومن الوفود وفد نصارى نجران، وكانوا ستين راكبا، دخلوا المسجد وعليهم ثياب الحبرة، وأردية الحرير، مختمين بالذهب، ومعهم بسط فيها تماثيل ومسوح [5] جاؤوا بها هدية للنبي صلّى الله عليه وسلّم فلم يقبل البسط، وقبل المسوح. ولما جاء وقت صلاتهم صلوا في المسجد مستقبلين بيت المقدس، ولمّا أتموا صلاتهم دعاهم عليه الصلاة والسلام للإسلام، فأبوا وقالوا: كنا مسلمين قبلكم، فقال عليه الصلاة والسلام: يمنعكم من الإسلام ثلاث: عبادتكم الصليب، وأكلكم لحم الخنزير، وزعمكم أنّ لله ولدا، قالو: فمن مثل عيسى خلق من غير أب؟ فأنزل الله في ذلك سورة ال عمران: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَ

(1) السيرة لابن هشام ج 4 ص 306، صحيح مسلم بشرح النووي ج 8 ص 182- 184 والبدآية والنهاية، ج 5 ص 170- 171.
[2] آية 3.
[3] رواه البخاري.
(4) بفتح النون: بلد كبير على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، وحوله قرى كثيرة.
[5] هو ثوب من الشعر غليظ.
نام کتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : الخضري، محمد    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست