responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 470
أسلّم عليه عند الصباح، وأعلم أنه يسمعنى فأسمع في قلبى ردّ السلام، وكم ليلة رأيته في المنام، وهو يقول: «يا عائشة أقرئى أصحابى السلام، فأصبح وأبلّغهم سلامه، ومات وهو راض عنّي، وورّثنى علمه، فأنا عالمة الأمة، ولى الهجرة والسبق إلي الإسلام، ولا أشركت بالله طرفة عين، ولا رأيت بعينى صنما منذ خلقت، ولا كتب الملك عليّ ذنبا؛ إذ ربيت في حجر الصديق، ثم انتقلت إلى حجر الصادق، وصلّيت إلى القبلتين، وما نزل الوحى في لحاف غيري، ورأيت جبريل، وكان رفيقى ليلة هجرتى ورأيته على صورة دحية الكلبى، وأعطيت شطر العلم، وكان لكل امرأة من نسائه يوم وليلة ولي يومان وليلتان، وصوّر الله صورتى في الجنة في سندسة خضراء، وأهدانى إلى حبيبه محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأمره بزواجي، فقاضيّ رب العالمين، ووليّى أبو بكر خاتم الصديقين، وبعلى محمد الصادق الأمين، خاتم المرسلين، وأنا أفضل أمهات المؤمنين» .
وفي علم عائشة قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خذوا شطر علمكم من الحميراء» تصغير حمراء ومعناها البيضاء، قال قوم: الشطر هو النصف؛ لأن نصف الشيء شطره، وقال قوم «الشطر هو الكل» وقال عليه الصلاة والسلام: «عائشة عالمة هذه الأمة» ولذلك كان أكابر الصحابة يأتون إليها ويسألونها عمّا أشكل عليهم من الفرائض، كما روى عن أبى موسى الأشعرى قال: «ما أشكل علينا- أصحاب رسول الله- حديث قط وسألنا عنه عائشة إلا ووجدنا عندها منه علما» ولقد سئل عروة بن الزبير عن علم عائشة فقال: والله ما رأيت امرأة أعلم بالفرائض والسنن والتنزيل والتأويل من عائشة رضى الله عنها، حتى أشعار العرب وأيامهم وأنسابهم والطب والأدوية، فقلت لها: من أين لك علم الطب والأبدان؟ فقالت: من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ كان إذا مرض يتداوي، وإذا مرضت يصف لى فأبرأ، وإذا سئل يصف للمرضي، فتعلمت منه، فقلت: ومن أين لك معرفة بأنساب العرب وأيامها وأشعارها؟ قالت: فو الله يا ابن أختى ما سمعت أذنى شيئا فيه نفع للناس إلا حفظته ولا أنساه. وقال عروة: والله ما ندمت على شيء قط أشدّ منى ندما على ما فاتنى من علم عائشة رضى الله عنها، وما الذى يمنعها وقد ربّاها أعلم

نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست