responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 429
صلّى الله عليه وسلّم «وعليّ جمع الحطب» فقالوا: يا رسول الله نحن نكفيك ذلك، فقال: «قد علمت، ولكني أكره أن أتميز عليكم؛ فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه» ، وقام فجمع الحطب.
وكان أرحم الناس؛ يصغى الإناء للهرة [1] ، وما يرفعه حتّى تروى رحمة لها، وأعفّهم وأشدّهم إكراما لأصحابه، لا يمدّ رجليه بينهم، ويوسّع لهم إذا ضاق المكان، ولم تكن ركبتاه تتقدّمان جليسه، يبدأ من لقيه بالسلام، ويتجمّل لأصحابه، ويتفقدهم ويسأل عنهم، فمن مرض عاده، ومن غاب دعا له، ومن مات استرجع [2] فيه، وأتبعه الدعاء له.
وكان عليه الصلاة والسلام تنام عيناه ولا ينام قلبه انتظارا للوحي [3] ، وإذا نام نفخ ولا يغطّ.
وكان لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، ويكافئ عليها، وأكل الخبز بالخل، وقال: «نعم الإدام الخل» . وكان من جالسه أو أقامه لحاجة صابره حتّى يكون الرجل هو المنصرف، وما جلس إليه أحد فقام حتّى يقوم الرجل، وما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم [4] فيكون أبعد الناس منه، وكان يداعب أصحابه ولا يقول في مداعبته إلا حقّا [5] ، وكان يخفف الصلاة إذا سمع بكاء الصبى مما يعلم من شدّة وجد أمّ الصبى بولدها.
وباع واشترى بنقد ونسيئة، والأغلب بعد البعثة الشراء، وبعد الهجرة لم يحفظ البيع إلا في ثلاث صور، وأجّر واستأجر وهو الأغلب، واجر نفسه قبل النبوّة

[1] يميلها لتشرب.
[2] قال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون»
[3] قلوب الأنبياء أكبر من قلوب العارفين، ولذلك لا تنام؛ لأنها علي صفة الملائكة، يسبّحون الله الليل والنهار، لا يفترون، وكذلك قلب النبى [لا ينام لأنه علي ذكر مستمر، والله تعالى أعلم] ، والذى ينام: الغافل اللاهي.
[4] فى الأصل «إلا أن يكون فيه قطيعة رحم» .
[5] قال مرّة لأحد أصحابه: «يا ذا الأذنين» رواه أحمد، وأبو داود، والترمذى عن أنس أن النبى صلّى الله عليه وسلّم قال له ذلك- يعنى يمازحه- وجاءه رجل يستحمله فقال: إنى حاملك على ولد ناقة، فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال: وهل تلد الإبل إلا النوق؟!
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست