responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 427
والقراءة من أسفل السطر الثالث. ويتختم في خنصر يمينه ويساره، والأكثر الأوّل.
ويلبس النعال السبتية، والتاسومة، والخف.
وكان فرشه من أدم، حشوه من ليف، وطوله ذراعان وشيء، وعرضه ذراع ونحو شبر.
وروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه دخل على النبى صلّى الله عليه وسلّم وهو على سرير وقد أثّر الشريط في جنبه، فبكى عمر رضى الله عنه، فقال النبى صلّى الله عليه وسلّم: ما يبكيك يا عمر؟ فقال: «ذكرت كسرى وقيصر وما كانا فيه من الدنيا، وأنت رسول ربّ العالمين وقد أثّر بجنبك الشريط! فقال النبى صلّى الله عليه وسلّم: أولئك قوم عجّلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ونحن قوم أخرت لنا طيباتنا في الآخرة.
وكان صلّى الله عليه وسلّم له عباءة تفرش له حيثما تنقّل، تثنى طبقين. وربما نام على حصير، وعلى الأرض، وما عاب مضطجعا قط، وإن فرش له اضطجع عليه، وإلّا علي الأرض.
وكان يحب الطّيب، ويكره الريح الكريه، ويتطيّب بغالية ومسك، ويتبخّر بكافور وعود، ويكتحل بالإثمد في كل عين ثلاثا، ويأمر بالباه (يعنى النكاح والتزويج) وينهى عن التبتّل نهيا شديدا، وقال: «لا تبتّل في الإسلام» [1] ولا يحتقر فقيرا لفقره، ولا يهاب ملكا لملكه، ويعظّم النعمة وإن دقّت، ولا يذم منها شيئا، ويكرم ضيفه ويبسط له رداءه كرامة له، وكان يتوكأ على العصا، وقال:
«التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء» ورعى الغنم، وقال: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم» وحكمة ذلك أن راعي الغنم- التى هي أضعف البهائم- يسكن في قلبه الرقة واللطف، فإذا انتقل من ذلك إلى رعاية الخلق كان قد هذّب [2] أوّلا.
وكان أشدّ حياء من العذراء في خدرها لا يثبت بصره في وجه أحد. وكان

[1] «نهى النبى صلّى الله عليه وسلّم عن التبتل» رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وهو حديث متفق عليه من البخارى ومسلم عن سعد، وأحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن سمرة.
[2] وأيضا في رعى الغنم: الصبر، والتؤدة، ومعالجة المريضة، ورد الشاردة، والحفاظ عليها من الذئب وغيره.
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست