responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 425
الفضل ويتألّف أهل الشرف، ويؤثر الداخل بوساده، وكان يخصف نعله ويرقع ثوبه، ويعود المرضى؛ حتى بعض الكفرة والمنافقين، ويشهد الجنائز، ويزور القبور، ويسلّم عليهم ويستغفر لهم، ولا يقام لغضبه إذا تعرّض للحق بشيء حتّى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، ولا يترك أحدا يقوم بين يديه ولا أن يمشى خلفه، ويقول: «خلّوا ظهرى للملائكة» [1] يخدم من خدمه، وله عبيد وإماء، ولا يترفع عليهم في مأكل ولا ملبس، قال أنس: «خدمته نحوا من عشر سنين، فو الله ما صحبته في حضر ولا سفر ولا خدمة إلا كانت خدمته لى أكثر من خدمتى له، وما قال لى أف قط، ولا قال لشيء فعلت: لم فعلت كذا؟ ولا لشيء لم أفعله: لم لم تفعل كذا؟» ولا يجزى سيئة بمثلها، بل يعفو ويصفح، ويجود ويمنح، وكان يأكل ما وجد، ولا يتكلّف ما فقد، ويحبّ اللحم، ويعجبه الذراع، وسمّ فيه، والدّبّاء والعجوة والعسل والحلواء، وأحبّ الفاكهة إليه العنب والبطيخ، وكان أكثر طعامه التمر والماء، وإذا لم يجد صبر، ولا يأكل واحده، ويعاف الضبّ، والكلوتين [2] ، وأتي بلبن وعسل وقال: «أدمان في إناء؟ لا اكله ولا أحرّمه» ويأكل بثلاثة أصابع ويستعين بالرابع، ويتبع ما سقط من السفرة، ويقول من فعله غفر له، ويسمّى الله أولا ويحمده اخرا، ويأكل مقعيا لا متكّئا، ويقول: «اكل كما يأكل العبيد، وأجلس كما يجلس العبيد» ، وقوله كما يأكل العبيد:
أى كأكل العبد في هيئة التناول ومصاحبة الرضا بما حضر تواضعا لله، لا كما يأكل أهل الكبر، وأهل الشّره، فالمراد بالعبد هنا الإنسان المتذلل المتواضع لربه، كما قاله المناوي، وقوله: وأجلس أى في حالة الأكل كما يجلس العبد، أى لأن التخلق بالأخلاق العبدية أشرف الأوصاف، لا كما يجلس أهل الكبر وأهل الشره من الاتّكاء، وما أكل قطّ ذا رائحة كريهة لنزول الملك عليه بالوحى ومجالسته، يل ولغير الملك من نسائه والناس. ولا يجمع بين لبن وسمك، ولا لبن وحامض، ولا بين حارّين ولا باردين، ولا قابضين ومسهلين، ولا غليظين، ويدفع ضرر

[1] رواه ابن سعد، ولفظه: «امشوا أمامي: خلوا ظهرى للملائكة» .
[2] ولم يحرّمهما «أما الضب فلأنه ليس مما يأكله قومه» وفي الأصل «الطحال» ولعله كان يعاف الطحال كذلك والتصحيح من «الشمائل» للترمذي، وأما الكلوتين فلمكانهما من البول.
نام کتاب : نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز نویسنده : الطهطاوى، رفاعة    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست