responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم نویسنده : أحمد إبراهيم الشريف    جلد : 1  صفحه : 284
من فوق الصياصي والآطام، ونقاتل بأسيافنا في السكك يا رسول الله، إن مدينتنا عذارء ما فضت علينا قط، وما خرجنا إلى عدو قط إلا ما أصاب منا، وما دخل علينا قط إلا أصبناه ... يا رسول الله، أطعني في هذا الأمر، واعلم أني ورثت هذا الرأي عن أكابر قومي وأهل الرأي منهم فهم أهل الحرب والتجربة[1]، وقال إياس بن أوس بن عتيك الأوسي: لا أحب أن ترجع قريش إلى قومها فيقولون حصرنا محمدًا في صياصي يثرب وآطامها فتكون هذه مجرأة لقريش، وقد وطئوا سعفنا؛ فإذا لم نذب عن عرضنا لم يزرع، وقد كنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جاهليتنا والعرب يأتوننا فلا يطمعون بهذا منا حتى نخر إليهم بأسيافنا حتى نذبهم عنا[2]. وقال خيثمة أبو سعد بن خيثمة الأوسي: يا رسول الله، إن قريشًا مكثت حولًا تجمع الجموع وتستجلب العرب من بواديها ومن تبعها من أحابيشها، ثم جاءونا قادوا الخيل وامتطوا الإبل، حتى نزلوا بساحتنا، فيحصروننا في بيوتنا وصياصينا، ثم يرجعون وافرين لم يكلموا، فيجريهم ذلك علينا حتى يشنوا الغارات علينا ويصيبوا أطرافنا ويضعوا العيون والأرصاد علينا مع ما قد صنعوا بحرثنا، وتجترئ علينا العرب حولنا حتى يطمعوا فينا إذا رأونا لم نخرج إليهم فنذبهم عن حرانا[3]. وحين فكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في أن يصالح غطفان على ثلث ثمار يثرب إن رجعوا قد كنا نحن وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعًا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا، والله ما لنا بهذا من حاجة، ووالله لا نعطيهم إلا السيف يحكم الله بيننا وبينهم[4].
من ذلك نستطيع القول بأن المدينة تتعرض من حين لآخر إلى غارات القبائل البدوية على منطقتها، وكان أهل المدينة يصدونها بقوة السلاح، وبالاعتماد

[1] ابن هشام 3/ 7. الواقدي 164- 165.
[2] الواقدي 166.
[3] الواقدي 166.
[4] ابن هشام 3/ 239، ابن سعد 3/ 111. إمتاع 1/ 236.
نام کتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم نویسنده : أحمد إبراهيم الشريف    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست