responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم نویسنده : أحمد إبراهيم الشريف    جلد : 1  صفحه : 226
والغرض الثاني هو لفت نظر قريش إلى أن عدوانها على المسلمين يضطرهم إلى الالتجاء إلى قوة خارجية ربما تتدخل لحمايتهم، فتتعرض مكة لغزو أجنبي أو تتعرض للإضرار بمصالحها الاقتصادية؛ ولذلك فإن مصلحتها أن تهادن المسلمين وتوقف عدوانها عليهم. وقد أوجست قريش خيفة من هذه الرحلة وحسبت لها حسابًا كبيرًا، فسارعت إلى إرسال بعثة إلى النجاشي تحمل الهدايا له ولرجاله وتطلب إليه رد هؤلاء المهاجرين، وربما لتحاول معرفة موقف الحبشة مع الوضع في مكة، مخافة أن تؤدي هذه الصلة الجديدة إلى أن تعاود الحبشة الكرة على مكة مرة أخرى. لكن البعثة فشلت مهمتها، وبقي المسلمون يتمتعون بالحرية والرعاية، فقد لفتت البعثة أنظار النجاشي نحو هؤلاء الفارين بدينهم إلى بلاده؛ فقدر تضحياتهم وعطف على موقفهم، فبذل العون لهم والرعاية[1].
في هذه الأثناء دخل في الإسلام عناصر قوية من القرشيين فقد أسلم رجلان اشتهرا بالبأس والقوة، هما حمزة بن عبد المطلب[2] وعمر بن الخطاب[3] وكان كلاهما رجلًا قويًّا مرهوب الجانب جريئًا في إظهار رأيه والوقوف في وجه مخالفيه، وكان من اليسير أن يشتبك مع مناوئي الإسلام، فتسيل الدماء وتقع الحرب الأهلية التي كان الملأ حريصًا على عدم وقوعها. ولم يتأن الرجلان عن تحدي قريش، فاشتد بهما ساعد المسلمين وقويت قلوبهم واضطرت قريش إلى أن تهادن بعض الوقت حتى تدبر موقفها إزاء هذا الوضع الجديد، وقد وصلت أخبار هذه المهادنة مسامع المسلمين في الحبشة مبالغًا فيها، حتى لقد قيل: إن قريشًا تابعت النبي -صلى الله عليه وسلم- فعاد بعضهم إلى مكة لكنهم ما كادوا يصلون إليها حتى كانت قريش قد اتخذت لنفسها خطة أشد تجاه المسلمين ومن ينصرهم، فدخل بعضهم مكة في جوار بعض رجال قريش، فقد اعتبرتهم القبيلة خارجين عليها قد خلعوا أنفسهم منها فلم يكن لهم من حماية قبلية إلا في جوار -وعاد بعضهم أدراجه ومعهم عدد آخر أكبر من العدد الأول[4].

[1] ابن هشام 1/ 356 -362 الطبري 2/ 73.
[2] ابن هشام 1/ 412.
[3] نفسه.
[4] ابن سعد 1/ 190-192.
نام کتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم نویسنده : أحمد إبراهيم الشريف    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست