أما ابن إسحاق فقد قال: "وكان في حفر الخندق أحاديث بلغتني فيها من الله تعالى عبرة في تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحقيق نبوته. عاين[1] ذلك المسلمون فكان مما بلغني أن جابر بن عبد الله كان يحدث: أنه إشتد عليهم في بعض الخندق كدية فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بإناء من ماء فتفل[2] فيه ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به ثم نضح[3] ذلك الماء على تلك الكدية. "فيقول من حضرها فوالذي بعثه بالحق نبياً لانهالت[4]حتى عادت كالكثيب لا يرد فأساً ولا مسحاة"[5]. قال ابن كثير: "هكذا ذكره ابن إسحاق منقطعاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه[6] وعند أحمد فأخذ المعول أو المسحاة[7] بالشك وعند الواقدي فأخذ الكرزين[8]. وقد تتابعت المعجزات التي أجراها الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم في [1] عاين من المعاينة وهي المشاهدة. [2] تفل: أي بصق. [3] النضح: هو الرش. [4] انهالت: تفتتت. [5] السيرة النبوية 2/217. [6] البداية والنهاية 4/97. [7] مسند الإمام أحمد 3/300. [8] الكرزين: الفأس الكبيرة. القاموس 4/63.