نام کتاب : قوة العقيدة سبيل النصر في غزوة بدر الكبرى نویسنده : جاب الله، محمد عبد المقصود جلد : 49 صفحه : 206
وكانت هذه الغزوة أول غزوة للرسول صلى الله عليه وسلم غاب فيها عن المدينة خمس عشرة ليلة[1].
2- وفي العام الثاني من الهجرة وفي شهر رجب بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحشً الأسدي، ومعه جماعة من المهاجرين. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عند ما بعثه على رأس السرية: "لأبعثن إليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش" وأطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لقب أمير المؤمنين، فكان أول من تسمى به في الإسلام. ودفع إليه بكتاب وأمره ألا ينظر فيه إلا بعد يومين من مسيره، فإذا نظر فيه ووعى ما كلفه الرسول به، مضى في تنفيذه غير مستكرهٍ أحداً من أصحابه.
فسار عبد الله ثم قرأ الكتاب بعد يومين فإذا فيه: امض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشاً وتعلم لنا أخبارهم.
فقال عبد الله: "سماع وطاعة" وأطلع أصحابه على كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: إنه نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق معي، ومن كره ذلك فليرجع، فأما أنا فماضٍ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد، إلاَّ أن سعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان ذهبا يبحثان عن بعير كانا يعقبانه وكان قد ندَّ فأسرتهما قريش ...
ومضى عبد الله برفاقه حتى نزل أرض نخلة. فمرت عير قريش، فهاجهما عبد الله ومن معه، فقتل في هذه المعركة عمرو بن الخضرمي، وأسر اثنان من المشركين، وعاد عبد الله إلى المدينة ومعه العير والأسيران.
وهكذا عرف الرسول صلى الله عليه وسلم أن السَّرِّية فيها النصر والغلبةُ على الأعداء.
وقد وقع هذا القتال في آخر شهر رجب أي في الشهر الحرام، فلما قدم عبد الله وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام" ووقف التصرف في العير والأسيرين، ووجد المشركون فيما حدث فرصة لاتهام المسلمين بأنهم قد أحلوا ما حرم الله وكثر في ذلك القيل والقال حتى نزل الوحي حاسماً هذه الأقاويل، ومؤيداً مسلك عبد الله تجاه المشركين[2]. [1] السيرة لابن هشام القسم الأول ص 591، أبو الفداء 3/ 243، فتح الباري 7/ 279. [2] السيرة لابن هشام 1/ 601-605، أبو الفداء 3/ 248-252، فتح الباري 7/280.
نام کتاب : قوة العقيدة سبيل النصر في غزوة بدر الكبرى نویسنده : جاب الله، محمد عبد المقصود جلد : 49 صفحه : 206