responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 70
والمحققون [1] على أنّ هذه الرواية موضوعة مضاهاة لما يذكره الإنجيليون، من أن ناسا طلبوا المسيح عقب ولادته لقتله، وهي عند المسيحيين مضاهاة لما عند الوثنيين من أن بوذا لما وضعته أمه العذراء طلبه الأعداء ليقتلوه..
إنّ علماء السّنة يهتمّون بالأخبار الواردة- من ناحيتي المتن والسند- فإذا لم تفد علما ثابتا، أو ظنّا راحجا لم يكترثوا بها. وقد انضمّت أساطير كثيرة إلى سير المرسلين، وعند ما تعرض على القواعد المقررة في فنّ التحديث يظهر عوارها ويساغ اطّراحها.

[1] من هم هؤلاء المحققون؟ ومن أين جاء الوضع المذكور؟! وهذه الرواية هي في حديث أبي موسى المتقدّم، وقد علمت صحته. وماذا تضرّ المضاهاة بعد الثبوت؟! أفلا ترى أن ما يذكره الإنجيليون يضاهي ما هو ثابت في القران الكريم من طلب فرعون لموسى في قتله الأنبياء؟ أفنردّ هذا للمشابهة المذكورة؟! اللهم: لا*.

* وأقول: مع تقديرنا لكلام الأستاذ العلامة الشيخ (ناصر الدين) فإننا نذكر طرفا من كلام العلماء والمحققين حول هذه القصة: قال الجزري- كما نقل الشيخ ناصر-: إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيح، أو أحدهما. وذكر أبي بكر وبلال فيه غير محفوظ. عدّه أئمتنا وهما! وهو كذلك! فإن سنّ النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك اثنتا عشرة سنة، وأبو بكر أصغر منه بسنتين. وبلال لعلّه لم يكن ولد في ذلك الوقت. اه. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: قيل: مما يدلّ على بطلان هذا الحديث قوله: «وبعث معه أبو بكر بلالا!. وبلال لم يخلق بعد، وأبو بكر كان صبيا» . اهـ. قال صاحب (تحفة الأحوذي) : وضعّف الذهبي هذا الحديث لقوله: «وبعث معه أبو بكر بلالا» ، فإنّ أبا بكر إذ ذاك ما اشترى بلالا. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: رجاله ثقات، وليس فيه سوى هذه النقطة، فيحتمل أن تكون مدرجة فيه منقطعة من حديث اخر، وهما من أحد رواته. كذا في (المواهب اللدنية) . وقال (ابن القيم) في (زاد المعاد) : ووقع في كتاب الترمذي وغيره: أنه بعث معه أبو بكر بلالا، وهو من الغلط الواضح! فإن ذاك لعلّه لم يكن موجودا، وإن كان فلم يكن مع عمه ولا مع أبي بكر. راجع: تحفة الأحوذي، طبع الهند: 1/ 293، كتاب المناقب. ذلك، وقد قال الحافظ ابن كثير في السيرة (1/ 274، ط. الحلبي) : روى هذا الحديث الترمذي، والحاكم، والبيهقي، وابن عساكر. قلت- أي ابن كثير-: فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة؛ فإن أبا موسى الأشعري إنما قدم في سنة خيبر (سنة سبع من الهجرة) ، وعلى كل تقدير فهو (مرسل) . فالحديث (معلل) طبقا لما قرره العلماء في علم المصطلح.
نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست