responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 152
التوحيد، وربما حاورهم اليهود في شؤون الأديان، ونعوا عليهم عبادة الأوثان، فإذا اشتدّ الجدل وطالت اللّجاجة، قال لهم اليهود: يوشك أن يبعث الله نبيا فنتبعه؛ ونقتلكم معه قتل عاد وإرم ... !!.
والغريب أنّ اليهود كانوا أول من كفر بهذا النبي يوم ظهر فيهم واقترب منهم، ولذلك ندّد القران بمسلكهم المتناقض:
وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ [البقرة: 89] .
أما العرب الأميون الذي هدّدوا بمبعثه، فقد فتحوا مسامعهم له!.
فعند ما وافى الموسم، وقدمت قبائل (يثرب) ، ورأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله، فقال بعضهم لبعض: تعلمون- والله يا قوم- أن هذا الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقنّكم إليه..
وأخذ ذكر الإسلام يشيع في المدينة رويدا رويدا؛ فإن لم يستقبل بترحيب لم يستقبل بالسباب والحراب.
إنّ عناصر النفور والمقاومة التي عهدها في مكة تحوّلت- هنا- إلى عناصر احترام وإقبال، ولم تمض ثلاثة أعوام على تسامع الأنصار الجدد بالإسلام حتى أصبحوا كهفه الحصين، وموئله القريب.

- (يثرب) فليستغفر الله عز وجلّ؛ هي طابة، هي طابة» ، وعزاه الهيثمي في (المجمع) : 3/ 300، لأبي يعلى أيضا، وقال: «ورجاله ثقات» ، قلت: لكن فيه عند أحمد يزيد بن أبي زيادة، وهو القرشي الهاشمي الكوفي، قال الحافظ في (التقريب) : «ضعيف، كبر فتغيّر وصار يتلقن» ولئن لم يصح هذا الحديث ففي الأحاديث السابقة غنية، وهذا الأدب قد أخلّ به أكثر الناس، فلذلك أحببت أن ألفت النظر إليه.
نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست