responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية نویسنده : العمري، بريك    جلد : 1  صفحه : 15
حلفائهم العرب أنفسهم أن يكفوا الدولة البيزنطية عناء وقف هذا الامتداد، وصدّ هذه الإمارة الطموحة عن الامتداد إلى الشمال.
أكثر من هذا أنّهم اعتقدوا أنه بإمكان قبيلة من أتباعهم أن تتحرّك صوب الجنوب، لتضرب القوّة الجديدة في قاعدتها نفسها، وتقصم ظهرها، وأغلب الظنّ أيضاً أن هذا الاعتقاد هو الذي دفع القبائل القاطنة في دومة الجندل في أقصى الشمال، والتي يتزعهما أُكَيْدِر بن عبد الملك الكِنْدِِي، الذي يدين بالنصرانية، ويخضع لهرقل، إلى أن تتجمع وتتهيأ في زحفٍ سريعٍ لضرب المسلمين في المدينة في ربيع من السنة الخامسة للهجرة، إلاّ أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ زمام المبادرة، وتحرّك بسرعة صوب الشمال على رأس ألف من أتباعه، ومن أجل أن يباغت القوم في ديارهم أخذ يسير بأصحابه ليلاً ويكمن نهاراً، حتى اقترب من هدفه، فجعلت القبائل العربية القاطنة هناك تهرب من بين يديه، لا تلوي على شيء، وبعد أن بثّ سراياه في المنطقة، قفل الرسول صلى الله عليه وسلم عائداً دون أن يلقى من العدوّ كيداً.
وهكذا يمكن اعتبار غزوة دومة الجندل هذه أوّل حلقة في سلسلة الصراع الحربي بين عالَمي الإسلام والنصرانية، يؤكّد هذا ما ذكر الواقدي من أنّه قيل للرسول صلى الله عليه وسلم وهو بصدد مهاجمة دومة الجندل: إنها طرف في أفواه الشام، فلو دنوت لها لكان ذلك مما يفزع قيصر.
ولم يمض سوى عام أو بعض عام حتى قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال عبد الرحمن بن عوف في شعبان من السنة السادسة لقتال قبيلة كلب النصرانية في نفس المنطقة، وطلب منه أن يتزوّج ابنة ملكهم إن استجابوا له، تعزيزاً

نام کتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية نویسنده : العمري، بريك    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست