responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 467
عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه) ، وأعتقد أن هذه الشدة التي كان يعانيها ليست من مجرد تحريك الشفتين، بل مما كان يشعر به من خوف واضطراب من تفلت القرآن، بالإضافة إلى استجماع كل قوته الذهنية لتحصيل الحفظ من أول سماع للآيات، فمن الطبيعي حدوث مثل هذه المشقة ووجه بيان همته العالية هنا، أنه صلى الله عليه وسلم حمل نفسه عملا فيه مشقة بالغة، مع أن الله- عز وجل- لم يكلفه به.

الفائدة الثانية:
عناية الله- سبحانه وتعالى- بنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وتتبين مظاهر هذا الاعتناء في:
1- رؤية المولى- سبحانه وتعالى- لكل أحواله صلى الله عليه وسلم وهي رؤية خاصة، أي رؤية عناية لا رؤية إحاطة، ودليله أن الله- سبحانه وتعالى- إذا رأى منه تحريك اللسان والشفتين، فمن باب أولى قد رأى ما هو أكثر من ذلك وأعظم.
2- إنزال المولى- عز وجل- قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، يثبت للنبي صلى الله عليه وسلم تلك المعالجة، والعجيب أن الآية الكريمة لا تثبت المشكلة- وهي استعجال النبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن- وحلها فحسب، بل تثبت قيام النبي صلى الله عليه وسلم بتحريك لسانه، ولولا علو شأنه صلى الله عليه وسلم عند ربه، ما ذكرت الآية أقل الأمور- في نظرنا-، وهو تحريك اللسان.
3- إرادة المولى- سبحانه وتعالى- رفع تلك المشقة عن نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ
فلم يأمره- سبحانه وتعالى- أن يحفظ القرآن بعد انصراف جبريل عليه السّلام بل وعده أن يجمعه له في صدره ويقرأه كما قرأ جبريل عليه السّلام دون أدنى كلفة أو معاناة من النبي صلى الله عليه وسلم، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذ آتاه جبريل استمع فإذا انطلق قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه) .
يتفرع على ذلك: عظيم عناية المولى- سبحانه وتعالى- بالقرآن العظيم حيث تكفل بحفظه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يوكل هذا الحفظ لمخلوق سواء من البشر أو من الملائكة لقوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
فالجمع في الصدر من الله، أو في أقل تقدير بأمر الله- سبحانه وتعالى- أما قوله: فَإِذا قَرَأْناهُ
، أي تلوناه، فالتلاوة قطعا من جبريل عليه السّلام وإن كان نسب القراءة إليه سبحانه، وذلك لبيان أنه سبحانه هو الآمر بها.
وبذلك ضمن الله- عز وجل- لهذه الأمة عدم وجود أي اختلاف بين القرآن الذي في اللوح المحفوظ، وبين ما جمع في صدر النبي صلى الله عليه وسلم فالذي نزل به من اللوح المحفوظ، هو

نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست