responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 385
ثمّ أغزو فأقتل» [1] . رواه مسلم وروى البخاري بعضه.

الشّاهد في الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن يشقّ على المسلمين ما قعدت خلاف سريّة تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة، فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني» ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يود ويحب أن يخرج في كل غزوة وسرية ولا يتخلف أبدا عن الجهاد، ولكن هناك فئة من المسلمين ليس عندهم مؤنة ليخرجوا للجهاد، وليس عند النبي مؤنة تكفيهم، فستضطر هذه الفئة أن تتخلف عن الخروج، وستشعر بالحرج الشديد لعدم الخروج وعدم الصحبة، لذلك أشفق عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ورأف بحالهم وقعد خلف السرايا.

وفي الحديث فوائد جمة تظهر في الفوائد التالية:

الفائدة الأولى:
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أعمال الخير والتقرب إلى ربه- عز وجل- «لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلف سرية» ، وقوله: «لوددت أن أغزو في سبيل الله» .

الفائدة الثانية:
عظم أمر الجهاد في سبيل الله وجزيل ثوابه، حتى إن النبي يقسم بربه أنه يود أن يخرج في كل سرية لولا إيثار رفع الحرج عن بعض أفراد الأمة.

الفائدة الثالثة:
قد يريد المسلم عمل خير يبتغي به وجه الله- عز وجل- ولكن يحال بينه وبين هذا العمل، لسبب خارج عنه، مثل عدم وجود المئونة، ومن هذا نعلم خطأ من يقول: (لو علم الله فيه خيرا ليسّر له ما نوى) ، أو الحكم على الله أنه ييسر لمن أراد الخير لا محالة. والحديث حجة في ذلك حيث قال: «ولا يجدون سعة» .

الفائدة الرابعة:
في الحديث ما يثبت أن النبي عبد من عباد الله، يفتقر إلى الله فيما يفتقر إليه كل العباد، مثل الرزق والصحة وطلب جلب النفع ودفع الضر، إلا أنه فضّل على الأنبياء وجميع الناس بما ورد في الكتاب والسنة، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يجد ما يحمل عليه الفقراء ممن أراد الخروج في سبيل الله، مما اضطره إلى القعود خلف السرية، ولو كان يقدر على رزقهم لرزقهم، حتى لا يتخلف هو عن الغزو، فعلمنا أن هذه الأمور لله وحده لا يشاركه فيها أحد، حتى أحب الخلق إليه وهو النبي صلى الله عليه وسلم، وتجد مصداق ذلك في قوله تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [سبأ: 24] .

[1] البخاري، كتاب: الإيمان، باب: الجهاد من الإيمان، برقم (36) ، مسلم، كتاب: الإمارة، باب: فضل الجهاد ... ، برقم (1876) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست