responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 283
قال النبي: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» ، فعلى المسلم ألا يرى لنفسه فضلا في أداء الطاعات، ويجب عليه أن يقرّ ويعترف أنها من توفيق الله- سبحانه وتعالى-، يتفرع على ذلك وجوب شكرها، ولزوم سؤال الله أن يحفظها ويديمها.

الفائدة الخامسة:
وقد يؤخذ من الحديث، أن الغني الشاكر، المؤدي حق الله في المال، أفضل من الفقير الصابر المحتسب، إذا استووا في بقية الطاعات، وذلك للأسباب التالية:
1- قال الفقراء للنبي: (ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم) ، فأقر النبي هذه المقولة، ولو كان فيها خطأ لبينه، حيث إن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز في حقه صلى الله عليه وسلم.
2- قال النبي صلى الله عليه وسلم للفقراء عندما علّمهم ذكر ختم الصلاة: «تدركون به من سبقكم» فعلمنا أن الأغنياء قد سبقوا الفقراء بالأعمال الزائدة غير المتاحة للفقراء.
3- إذا استوى الفقراء والأغنياء في الطاعات، زاد الأغنياء أعمالا لا يستطيع الفقراء أداءها، ولما أخبر الفقراء النبيّ بأن إخوانهم من الأغنياء عملوا بذكر ختم الصلاة، رد النبي بأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وهذا يوحي بأن الله تفضل على الأغنياء إن شاركوا الفقراء في كل الطاعات، وزادوا بأعمال الصدقات.

الفائدة السادسة:
كثير من الناس مغبون في ذكر ختم الصلاة، فمنهم من لا يحافظ عليه أصلا وغبنه واضح، ومنهم من يحافظ عليه وهو مغبون أيضا، كيف ذلك؟ أقول: يقوله بلا تدبر ولا تفكر ولا استحضار للقلب، ينظر يمينا وشمالا ويطالع في كل أحد أمامه، إذا رأيت حركة يديه في العد تعجبت، وإذا سمعت نطقه بها ذهلت، لا تسمع منه إلا حرف السين من قوله (سبحان الله) ، أبهذه الطريقة يعطينا الله الأجر العظيم، الذي رتبه على هذا الذكر؟! مهلا مهلا في التسبيح، عليك بالتدبر.
فإذا قلت: (سبحان الله) يجب أن تستحضر تنزيهه سبحانه عن كل ما لا يليق به من صفات النقص، ومشابهة المخلوقين، وأنت تقول: (الحمد لله) يجب أن تستشعر الثناء عليه، بصفات الكمال والجمال والإجلال، وهو أهل لكل ذلك وزيادة، وإذا قلت: (الله أكبر) تستشعر أنه أكبر فعلا، أكبر في صفاته وفي أسمائه، أكبر في ذاته، أكبر في مخلوقاته الدالة على عظمته وكبريائه، هو أكبر في نفوسنا من كل شيء، فلا نقدم عليه شيئا، بل لا نساويه بشيء، أكبر لأنه الذي خلق، ورزق وأحيا وأمات، أكبر لأنه تفرد بالأسماء الحسنى

نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست