responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 280
كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين مرّة» . قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك فضل الله يؤته من يشاء» [1] . [رواه مسلم] .

الشاهد في الحديث:
أن الصادق المصدوق- عليه الصلاة والسلام-، أبلغ الفقراء أن الذي يسبح ويحمد ويكبر بعد كل صلاة ثلاثا وثلاثين إلا التكبير أربعا وثلاثين، يدرك بها قائلها فضل من سبقه بأعمال عظيمة، كالحج والعمرة والجهاد والصدقة، وهو ما يسمى بختم الصلاة، والذي لا يستغرق عشر دقائق، إذا كان بروية وتفكر وبقلب حاضر، فهل أدركنا عظيم فضل الله على هذه الأمة، هل هناك مشقة على أي أحد أن يلزم هذا الذكر السهل الميسر، لينال أجر الحاج المعتمر المجاهد في سبيل الله، والله، إن هذا لهو الفضل المبين على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
والعجيب أننا نرى بعض الناس لا يحافظون على هذا الذكر، بالرغم من ثوابه، فينتهون من الصلاة، وكأنهم كانوا في سجن طويل، يبادرون بالخروج من المسجد، كأن الخارج أولا، هو المقدم عند الله، فيضيعون على أنفسهم ما يثقّل موازينهم ويرفع درجاتهم، ويفوّتون عليهم إدراك من سبقهم من أهل العزائم والأموال الكثيرة.

في الحديث فوائد منها:

الفائدة الأولى:
تطبيق شرع الله- عز وجل- في أمة من الأمم، لا يمنع أن يكون فيها فقراء، فالعهد النبوي رغم أنه خير القرون، فما زال فيه فقراء وأغنياء، ولم يؤمر الأغنياء أن يوزعوا جميع أموالهم بينهم وبين الفقراء، حتى يستوون في المعيشة، وهذه سنة الله في الكون أن يبتلي عبدا بالفقر، ليرى هل يصبر أم يجزع؟ هل يرضى بقضاء الله وقدره؟ أم يقول: لم جعلني الله فقيرا وغيري غنيا، ما حكمته في ذلك؟ أما كان الله يستطيع أن يغني الجميع؟ هل سيتمنى أن تزول نعمة أخيه الغني إن لم ينتفع بها؟!، مصداق ذلك قوله تعالى:
وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً [الفرقان: 20] ، فمن صبر على البلاء، وسلم بالقضاء، فله الأجر الكامل، والله إنه أجر لا يوازي مصيبته، بل يفوقه كثيرا، ألم تسمع لقوله تعالى: إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ [الزمر: 10] .

[1] أخرجه مسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، برقم (595) .
نام کتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست